كل الاتهامات والتصريحات والبلاغات والشتائم والسخائم التى يطلقها الإخوان ومنافقوهم وأفاقوهم ضد جبهة الإنقاذ تؤكد أن الجبهة تمثل رعبا لهذه الجماعة.
لا يمكن أن تمر ساعة دون هجوم متطرف مهووس من الإخوان وأتباعهم ضد جبهة الإنقاذ، وبينما يحمّلها مسؤولية كل ما يحدث من بورسعيد إلى الإسكندرية فإنه يتهم الجبهة بأنها بلا جماهير وأنها فقدت شعبيتها! منين تحرك مصر كلها -كما تتهمها- ومنين بلا جماهير؟!
ولأن المهووس مريض بكراهيته فإنه يهلوس حينما يزعم بعد دعوة مقاطعة مسرحية الانتخابات البرلمانية أن جبهة الإنقاذ تخشى أن تعرف تأثيرها الشعبى.
طيب مالكم بقى حتنفجروا من الغيظ إنها ستقاطع؟ فإذا كانت بلا شعبية فلتطبِّلوا لأنفسكم وارقصوا أنتم وأتباعكم فرحا بالأغلبية ولا مبرر لهذا الهجوم المختلّ على قرار المقاطعة.
بالمناسبة، جبهة الإنقاذ تضم البرادعى، وهو الرجل الذى زلزل عرش مبارك، وكان لا يملك سلاحا وقتها إلا ضميره ورؤيته الثاقبة ومصداقيته، وهو السلاح الذى يملكه الآن أقوى وأمضى. والجبهة تضم كذلك مرشحا رئاسيا حصل على أصوات خمسة ملايين مواطن مصرى هو حمدين صباحى، وكذلك مرشحا آخر حصل على أصوات مليونَين ونصف المليون مواطن هو عمرو موسى، وأحزابا كانت تشكل ربع مقاعد البرلمان السابق.
ومع ذلك خلاص يا سيدى، هم بلا شعبية، متضايق ليه وحتنفجر كمدا من قرار مقاطعتهم؟ لماذا تدبدب على الأرض وتخطب حتى يتناثر رذاذك فى وجوه المذيعين وتحمرّ خدودك وأنت تشتم وتتهم «الإنقاذ»؟!
يقول بعض الأدعياء مِن تَبَع الإخوان إن قرار مقاطعة جبهة الإنقاذ للانتخابات انتحار سياسى، طبعا، فأمثالهم يفضلون حياة التابع الذليل على موت كريم، ومع ذلك فالذى ينتحر فعلا هو الذى يقبل أن يكون ديُّوثًا سياسيًّا أو قوَّادًا يسوق القوى السياسية إلى ماخور الاستبداد والطغيان كى يقبلوا به.
المشهور أن كل عاهرة تحاول جذب الشريفات إلى العهر حتى يتمرغ الجميع فيه، فلا تعايرها إحداهن بالشرف، وهو نفس ما نراه على ساحة السياسة، حيث كل متنازل يحاول جهد طاقته إقناع الآخرين بالتنازل والاستسلام حتى لا ينفرد هو بترخُّصه على طريقة «يا عزيزى كلنا لصوص».
الحقيقة أننا لا نخترع العَجَلة وأن هذا الموقف تَكرَّر من قبلُ حتى الرخامة، ولم يعد فيه جديد إلا الاستفادة من تكراره.
الآن نحن أمام سلطة جَهُول وغاشمة تخشى على نفسها من انتخابات حرة نزيهة، وتعرف أنها ساقطة لا محالة، فتسعى لإجراء انتخابات بإدارة مباشرة منها وبحكومة تابعة خادمة، لا تتمتع بالحد الأدنى من الاستقلال والنزاهة، وتحاول هذه السلطة -ونحن جميعا نعرف أنها ليست فى قصر الرئاسة، بل فى منزل أحدهم بالتجمع الخامس- أن تضفى على جريمتها طابع الاحترام فتسعى لمشاركة جبهة الإنقاذ فى الانتخابات.
موافقة جبهة الإنقاذ على خوض هذه الانتخابات بهذه الحكومة جريمة فى حق مصر وخيانة للثورة.
ومع ذلك، كل واحد حُر فى أن يكون عبدًا.