هل يعيد التاريخ نفسه؟.. بمعنى: هل نقاطع الانتخابات البرلمانية، ثم نمضى فى سكة الثورة؟.. هل مشوار التخلص من مرسى هو نفسه مشوار التخلص من حسنى؟.. سؤال: هل الظروف متشابهة إلى هذا الحد؟.. لماذا لا يتعلم مرسى وجماعته من دروس التاريخ؟.. ما معنى أن تتكرر المأساة بالمسطرة؟.. هل هو الغباء السياسى؟.. هل هو الإحساس بالقوة المزعومة؟.. هل استقواء بالأمريكان؟!
الاتجاه الآن نحو المقاطعة.. الوفد قد يقاطع.. قيمة الوفد أن مقاطعته أسقطت انتخابات أحمد عز.. سقط برلمان 2010.. الإخوان كانوا يشاورون أنفسهم.. فى اللحظة الأخيرة قاطعوا على مضض.. «الإنقاذ» هذه المرة أخذت زمام المبادرة.. المؤشرات تؤكد أن الإخوان وحلفاءهم هم الذين سوف يلاعبون بعضهم.. هل يكفى هذا للانتخابات؟.. هل يعطى هذا مصداقية لنظام الحكم الإخوانى؟!
لا يعنى أن يعلن حزب مصر القوية خوض الانتخابات أن هذا يكفى.. الأمر مفضوح ومكشوف.. لا يعنى أن حزب غد الثورة قد يخوض الانتخابات أن الانتخابات نزيهة.. لا هذا يكفى، ولا هذا يكفى.. القوى المدنية هى التى تعطى الشرعية.. قررت ألا تخوض مع الخائضين.. البرلمان القادم بلا شرعية.. سيسقط كما سقط برلمان 2010.. سيسقط برلمان الشاطر، كما سقط برلمان أحمد عز!
المقاطعة هى الحل.. لا انتخابات برلمانية، فى ظل غطرسة إخوانية.. لا انتخابات فى ظل استحواذ أصولى.. الدكتور عزازى قال: التيار الشعبى قرر مقاطعة الانتخابات، وجبهة الإنقاذ تسير فى ذات الاتجاه.. ربما يصدر القرار اليوم.. الاجتماع اليوم لجبهة الإنقاذ يناقش قرار خوض الانتخابات من عدمه.. غير معقول أن تجرى انتخابات بلا ضمانات.. حزب النور نفسه يطالب بإقالة حكومة قنديل!
السيناريو يتكرر بحذافيره.. قد ينتهى بالتنحى.. يبدأ بعدم خوض الانتخابات.. يخرج الشعب فى مظاهرات.. يقرر إنشاء برلمان مواز.. ثم بعدها ينتفض فى 25 يناير.. لا يرضى بحل المجلس، ولا إقالة الحكومة.. يطلب رأس الرئيس شخصياً.. الجديد هذه المرة أن جبهة الإنقاذ لديها خبرة الثورة.. البرادعى يرفع من جديد لواء المقاطعة.. الأحزاب الهامشية أو «الموالاة» تخوض الانتخابات! أمامنا احتمالان.. الأول: أن يقيل الرئيس مرسى حكومة قنديل.. حتى الآن ليس هناك مؤشر على ذلك.. الثانى: أن يتجه المدنيون لإقامة برلمان مواز.. فى الحالة الأولى، قد تتراجع جبهة الإنقاذ عن المقاطعة.. فى الحالة الثانية، سوف يتم التصعيد، محلياً ودولياً.. هنا سيكون القصر الرئاسى فى مأزق كبير.. لا يمكن أن يكون برلمان بهذا الشكل له مصداقية.. قد يزيد حالة الاحتقان شعبياً!
لا أتحدث عن المناخ العام هنا.. يسمح أو لا يسمح.. أتحدث عن ضمانات لا يسمح بها الرئيس.. لا هو استجاب لإقالة الحكومة، ولا استجاب لإقالة النائب العام.. الورقة التى يملكها المدنيون هى المقاطعة.. على الرئيس أن يلعب لوحده.. إذا كان الحل عنده خليهم يتسلووووا.. للأسف الصورة بالكربون.. هكذا أراها متطابقة.. مرسى هو حسنى.. الأول احتمى بالأمن، والثانى يحتمى بالجماعة!
السيناريو واحد.. استحواذ يقابله رفض.. انتخابات يقابلها برلمان مواز.. احتكار تقابله ثورة.. يفلت الزمام من أيدينا.. من القصر مرة، والشارع الثائر مرة.. يتطور الأمر إلى ثورة شعبية.. يتراجع الرئيس.. يخلع قطعة قطعة «استربتيز».. يحل البرلمان، ويقيل الحكومة، ثم يعين النائب، ثم يتنحى.. هل يسير مرسى فى سكة التنحى؟!