قبل صعود محمد مرسى إلى قمة السلطة فى مصر كأول رئيس جمهورية ينتمى إلى جماعة الإخوان لم تكن السينما الأمريكية تهتم كثيرا بمن يحكم مصر أو أى دولة عربية، وباستثناء صدام حسين ومعمر القذافى لم تظهر شخصية رئيس عربى فى أفلام هوليوود، علاقة هوليوود بالشرق الأوسط عموما كانت تركز أكثر على حكايات الجماعات الجهادية التى تسعى لتدمير قيم الثقافة الغربية، والرد على التدخلات السياسية والعسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط بنقل حرب الرعب والإرهاب إلى داخل الولايات المتحدة نفسها، كثيرة هى الأفلام والمسلسلات التى تناولت حبكات إرهابية عن محاولات جماعة القاعدة القيام بعمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة على غرار أحداث ١١ سبتمبر، والآن وبعد قتل أسامة بن لادن وتحجيم دور جماعة القاعدة هل تستعد هوليوود لشرير شاشة جديدة؟ وهل يكون هذا الشرير هم جماعة الإخوان المسلمين رغم الدعم السياسى الكبير لإدارة باراك أوباما لصعودهم إلى سلطة الحكم فى مصر؟
فى أحدث أفلامه بعنوان «Angel Of Death» (ملاك الموت) اختار بطل أفلام الحركة والفنون القتالية ستيفن سيجال أن يكون شرير الفيلم (عبد الله حسن) المصرى الجنسية من جماعة الإخوان، تعلم فى أمريكا وعلى علاقة وثيقة بحماس وإيران والمخابرات الباكستانية، عبد الله يسعى فى الفيلم للحصول على قنبلة نووية صغيرة مهربة من طاجكستان، وهو يستعين بفريق اغتيالات من المدربين بعناية ينفذون مهامهم، وهم يرتدون ملابس وأقنعة سوداء، يدعوهم عبد الله بفرقة (الحشاشين)، مهمتهم التخلص من متابعة فريق ستيفن سيجال الذى يحاول الإيقاع بالإخوانى الضعيف أمام النساء عن طريق عميلة حسناء.
الفيلم تليفزيونى من سلسلة أفلام «True Justice» التى قام بتأليف فكرتها وشخصياتها ستيفن سيجال، وهى قريبة الشبه بسلسلة أفلام الأكشن (مهمة مستحيلة)، وإن كانت أقل منها فى مستوى الحبكة، كما أنها متواضعة إنتاجيا مقارنة بها، ويبدو فيها ستيفن سيجال معتمدًا على فريقه من الشباب بعد أن فقد كثيرا من لياقته وزاد وزنه بصورة ملحوظة.
الفيلم الذى يبدو أنه تم تصويره قبل انتخابات الرئاسة بمصر لا يشير إلى تفاصيل كثيرة عن دور الإخوان فى التخطيط لعملية الحصول على القنبلة النووية أو إلى موقع عبد الله حسن داخل جماعة الإخوان، وفى أحد مشاهد الفيلم يسأل عبد الله رفاقه هل شاهدوا ما حدث فى بورسعيد؟ ويقول أحدهم إن الحكومة -المجلس العسكرى وقتها- هو المسؤول عن مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها ٧٤ مشجعًا فى استاد بورسعيد، لكن عبد الله يرد بسخرية إن أفراد هذه الحكومة لا يعرفون شيئا يحدث خارج غرف مكاتبهم المغلقة.
قبل هذا الفيلم هناك عديد من الأفلام الوثائقية التى تناولت الإخوان المسلمين سواء ضمن أعمال تتناول الجماعات الإسلامية، أو تركز على جماعة الإخوان تحديدا على اعتبار أنها الجماعة الأكثر تأثيرا فى عالم الإسلام السياسى، من هذه الأفلام العمل الوثائقى «Freedom, Equality and the Muslim Brotherhood» (الحرية والمساواة والإخوان المسلمون) الذى يرصد كيف اختطف الإخوان وجماعات الإسلام السياسى «الدين الإسلامى»، واستخدموه لتدمير قيم وثقافة المجتمع الغربى والإنسانى عموما، الفيلم تضمن لقاءات مع عدد من قيادات الجماعة مثل مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان، وعدد آخر من الشخصيات أمثال المفكر الإسلامى الراحل جمال البنا وطارق حجى وسيد القمنى وبعض الكتاب والمثقفين المصريين.