أتيحت لنا الفرصة نحن مجموعة من نشطاء المجتمع المدنى أن نتبادل الخبرات مع مجموعة من التحالفات التى تعمل فى قضايا المرأة، خاصة التصدى للعنف ضد المرأة وذلك فى المملكة المتحدة البريطانية ووجدنا الكثير من التشابه فى كيفية العمل فى هذه المنظمات بيننا فى العالم العربى وبينهم فى بريطانيا برغم اختلاف حالة المرأة والتحديات التى تقابلها سواء كانت فى مصر أو فى الدول العربية الأخرى المشاركة من ليبيا والمغرب وتونس.
ولكن ما استوقفنى هو إحدى الجلسات التى تضمنت كيفية بناء التحالفات بناءً سليماً ومستمراً، والذى أعتقد أننا نعرف هذه النظريات جيداً ولكننا لا نستطيع أن نطبقها بشكل عملى يحقق المرجو من هذه التحالفات.. هل لأن هناك عائقاً حقيقياً يمنع دون تنفيذها أم أننا لا نريد أن نطبقها؟ لا أعرف كسلا أم استسهالا أم عدم الرغبة فى النجاح!
■ هل من الصعب التحقيق والاتفاق على هدف عام موحد ومحدد من أى تحالف ينشأ وصياغة رؤية عمل لهذا التحالف، يجوز أن وجود الهدف سهل ومتاح لكن الصعب هو اتفاق الأحزاب أو المنظمات التى يتضمنها التحالف على هذا الهدف. وأهمية أن تكون الأهداف واقعية تتفق وتتسق مع الموارد المتاحة لتحقيق هذا الهدف. فهل قيادات جبهة الإنقاذ يعلمون جيداً ما هو الهدف من الجبهة وتشكلها، هل فقط صياغة مواقف موحدة للمعارضة ضد سياسات النظام القائم؟ أم أن هذا الهدف يتعدى ذلك إلى خوض انتخابات برلمانية على قائمة موحدة؟ أم يتعدى هذا وذاك إلى تشكيل هيئة برلمانية موحدة داخل البرلمان للضغط من أجل تشريعات تحقق أهداف الثورة التى هلك الشعب دون أن يحققها لمدة عامين حتى الآن، أم كل ما سبق؟
■ التفاهم بين المجموعات المختلفة داخل التحالف شىء حتمى وضرورى ويأخذ الكثير من الوقت، خصوصا عندما يحدث هذا التحالف بين مجموعات مختلفة لتحقيق هدف موحد، فلابد أن نأخذ الوقت الكافى لتفهم طبيعة الكيانات المتحالفة وتحديد نقاط الاتفاق والبعد كل البعد تحت مظلة التحالف عن نقاط الخلاف الحادة. يجوز أن الأحزاب داخل جبهة الإنقاذ تعرف جيداً بعضها الآخر، ولكن الغياب الواضح للهدف الحقيقى يجعل من الصعب تحديد نقاط التوافق واستبعاد نقاط الخلاف. الوعى الحقيقى بالاختلاف بين الأحزاب هو الطريق الوحيد من أجل تجنب النزاعات والخلافات. فإدارة حل النزاعات بطريقة ناجحة هى كلمة السر لنجاح أى تحالفات.
■ أما أهم نقطة والتى أعتقد أن كل التحالفات والأحزاب المدنية الثورية والجبهات تفتقدها وبشدة فهى التنظيم والهيكلة وآليات اتخاذ القرار، وأرى أنه من الضرورى والحتمى أن نقف جميعاً وقفة جادة لإيجاد حل عملى وفعلى يطبق على الأرض لهذه المشكلة. فبالنسبة للتحالفات، فإن وجود آلية واضحة لاتخاذ القرار ضرورة قصوى لأنه من غير الطبيعى خاصة فى القضايا الملحة والطارئة أن يرجع كل شخص ممثل إلى حزبه، فلا نريد تحالفا مشلولا غير قادر على اتخاذ القرارات السريعة. وغياب الهدف وآلية اتخاذ القرار يجعلنا نتعجب من إعلان التيار الشعبى الذى هو جزء من جبهة الإنقاذ منفرداً قراره بمقاطعة الانتخابات !!!
■ الإيمان بضرورة وحتمية نجاح التحالفات واستمراريتها حتى تحقيق هدفها.... لا أعتقد أن هذا الإيمان يتسلل فى قلب أعضاء جبهة الإنقاذ فالكل داخل وخارج الجبهة يرى أن الانشقاق قائم! فكيف نعمل على تجنب ذلك وضمان الاستمرارية بالإيمان بالنجاح؟.
■ استثمار الوقت بشكل جيد، فالتأخر فى شأن اتخاذ القرارات خصوصا فى حالة بدء حملات قوية يؤدى أحياناً للفشل. وهنا أتذكر التردد والعشوائية والتأخر فى أخذ قرار نهائى بشأن مقاطعة أم التصويت بلا للدستور والتى كانت السبب الرئيسى فى أن نخسر معركة النصر فيها كان من نصيبنا لو اتخذ القرار مبكراً وتواكب هذا مع مجهود كبير على الأرض وفى الإعلام. وأتمنى من الله ألا نكرر هذا الخطأ مرة أخرى فى خوض أو مقاطعة الانتخابات البرلمانية حتى لا نشرب من نفس الكأس.
هذه فقط بعض النقاط التى أرى أنها ضرورة من أجل جلد الذات لتصحيح المسار والوقوف مع النفس قليلاً وتحقيق نجاح مرجو من تحالف جبهة الإنقاذ إذا كانت تسعى للنجاح.
اللهم بلغت اللهم فاشهد،،،