«لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئنٍ صادق مع الله بأن الصلاة مع الرئيس مرسى، وخلف هذا الإمام، فاسدة وباطلة بطلاناً مطلقاً. ولنستمع إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول:(مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حقاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ)، أخرجه الحاكم»!!.
هذا نص فتوى الشيخ مصطفى راشد، أستاذ الشريعة الإسلامية، فى شأن الصلاة مع الرئيس، وهو مسؤول عنها أمام الله، حقيقة لم أرتح لهذه الفتوى، وأنشرها التماساً لرأى فضيلة المفتى، خاصة أن الرئيس يصلى كل جمعة فى مسجد، ونشر حيثيات الفتوى التى أوردها الشيخ ضرورة لتبين الأمر، والفتوى جاءت رداً على سؤال نصه: «تصادف أن أديت صلاة الجمعة بأحد المساجد التى حضر الرئيس مرسى للصلاة بها، وقام الأمن بتفتيشنا، وبعد ذلك قام الإمام الخطيب بالثناء والدعاء للرئيس أثناء الخطبة، ونحن نطلب من فضيلتكم الرأى والفتوى فى صحة هذه الصلاة من عدمها؟».
ويجيب الشيخ راشد: إن العبادة بالمساجد وكل دور العبادة يجب أن تكون أماكن الصدق مع النفس أولاً ومع الرب ثانياً، بالإضافة للورع والتقوى الصادقة البعيدة عن الرياء والنفاق، لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
وحديث الرسول الذى رواه عبدالله بن عمروـ رضى الله عنهماـ أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر). ومن المعلوم المؤكد أن الرئيس مرسى حدّث وكذب ووعد وأخلف!!.
ويُفهم من الحديث «كما يفتى راشد» أن الكذب والنفاق محرمان بين الناس، فما بالنا وهما يُذكران بلا حياء بمكان دور العبادة؟
وعن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». (وقد فعلها جميعاً الرئيس مرسى الذى ائتمنّاه على مصر فخان الأمانة)، كما أن الإمام الخطيب وكذا المصلون نكصوا وتخلوا عن أفضل الجهاد، وهو قول الحق فى وجه السلطان أو الحاكم، كما ورد فى حديث أبى سعيد الخدرى ـ رضى الله عنه ـ عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»، والرئيس مرسى بالفعل هو حاكم جائر وظالم ومسؤول عن قتل العشرات من الشعب، أضف إلى ذلك أن صلاة الرئيس تتكلف أكثر من مائة وخمسين ألف جنيه فى وقت لا يجد فيه الملايين من الشعب عشرة جنيهات لشراء الخبز، لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئنٍ صادق مع الله بأن الصلاة مع الرئيس مرسى وخلف هذا الإمام فاسدة وباطلة بطلاناً مطلقاً.
فتوى سياسية بامتياز، وها هو الرئيس يتأذى من فتوى سياسية كالتى يتأذى منها المعارضون، الفتوى من جنس الفتوى، لكن الذى أعلمه أن أغلب الفقهاء رجحوا صحة الصلاة ولو كانت صلاة الإمام باطلة، إلا إذا كان المأموم يعلم ببطلان صلاة الإمام، أما أن أكون فى جماعة ويصلى معى أحد المسلمين فى الصف فإن بطلان صلاته لا ينصرف أبدا لباقى المصلين فى الجماعة، ولا أظن أن أحدا من الفقهاء فى المذاهب الأربعة وغيرها قال مثل هذا !!.. حرماً يا ريس!!