حثت صحيفة "واشنطن بوست" الإدارة الأمريكية الجديدة على اتخاذ المزيد من الخطوات الحازمة في التعامل مع مصر, وانتقدت تعامل الادارات الامريكية مع مصر باعتبارها تعاني مشكلة اقتصادية في المقام الأول.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن الفصل بين الأزمة الاقتصادية والسياسية.. ورغم كون جماعة الإخوان المسلمين هى الأقوى والأكثر تنظيما في مصر، إلا أنها لا تحظى بدعم أغلبية أبناء الشعب المصري، ولا يمكنها فرض رغبتها على الوطن خاصة مع استمرار روح الثورة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس محمد مرسي لا يمكنه اتخاذ قرارات ملحة مثل وقف دعم الوقود، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، لأن الكثيرين في البلاد على استعداد للنزول للشوارع بأقل استفزاز يحدث.
وبالتالي، يبدو أن مصر تشهد حالة من الإستقطاب بين الإسلاميين وغير الاسلاميين، الأمر الذي أدى إلى تشكيل "جبهة الإنقاذ الوطني" من قبل بعض أحزاب المعارضة اليائسة، والتي تشهد هى الأخرى انقساما داخليا بين من يريد إجبار مرسي على السعي نحو حل وسط ومن يريد الإطاحة به من السلطة.
وقالت الصحيفة أن الكثيرين يفضلون المضى قدما في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة للحصول على قرض صندوق النقد الدولي، لكن البعض يعمل على تعبئة الاحتجاجات في الشوارع ضد أي إجراء يتخذه مرسي.
وانتقدت الصحيفة رد فعل واشنطن على هذه الأزمة التي قالت انها تنذر بغرق السفينة في ظل العديد من الصراعات الدائرة بداخلها .. وانتقدت فى هذا الخصوص مواقف واشنطن على الصعيدين السياسى والتجارى والعسكرى إزاء مصر بما فى ذلك دعوتها للرئيس مرسى ليقوم بزيارة لواشنطن واستمرارها فى تقديم المعونة العسكرية لمصر فضلا عن الصمت على ما وصفته الصحيفة بترهيب الأغلبية في مصر، اضافة الى وتوثيق الادارة الامريكية لعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين.
واعتبرت الصحيفة فى هذا الخصوص أن الوقت حان لانتهاج منهج جديد وان الإدارة الأمريكية والكونجرس مطالبان باجراء مراجعة شاملة للمساعدات العسكرية والاقتصادية المقدمة لمصر، وطالبت الكونجرس بعدم الموافقة على هذا التنازل في المعونة القادمة.
كما اقترحت تأجيل زيارة الرئيس مرسي المزمعة إلى واشنطن، حتى يثبت وجود التزام صادق بالعمل مع جميع أطياف المجتمع المصري، والسماح بحرية حقيقية لجميع المواطنين- حسب قولها- فضلا عن حل الوضع المثير للجدل للمنظمات غير الحكومية، مما يعنى أيضا إنهاء اضطهاد الصحفيين والمعارضة والالتزام بإصلاح الشرطة وتقديمهم للمحاسبة وبناء توافق في الآراء بشأن المسائل الحساسة مثل الدستور وقانون الانتخابات.
ورأت الصحيفة أن أمريكا تعيد الخطأ الاستراتيجي ذاته الذي ارتكبته في عهد مبارك، الذي رفض إجراء الإصلاحات مما تمخض عنه إندلاع ثورة ميدان التحرير.
كما طالبت الصحيفة الإدارة الأمرريكية باستخدام المعونة العسكرية والاقتصادية وأيضا نفوذها على صندوق النقد الدولي والمقرضين الدوليين لحث الرئيس مرسي على للتوصل إلى تسوية مع القادة السياسيين العلمانيين، وقادة المجتمع المدني بشأن القضايا السياسية وقضايا حقوق الإنسان لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وتوجيه دفة الاقتصاد إلى مسارها الصحيح.