لم تعُد هناك ذرة شك فى أن داخلية محمد مرسى تقوم بعمليات تعذيب للمعتقلين من المواطنين والمعارضين للإخوان.
هل لا يزال يساور أحدًا أىُّ شك بعد الشهادات التى نشرتها الصحف والفضائيات ومواقع الإنترنت؟
ما الذى تكشفه هذه الحقيقة الدامغة؟
لا تكشف أكثر من السقوط الأخلاقى لدى جماعة الإخوان.
فالمؤكد أننا كنا نعرف أن الإخوان يتاجرون بالدين ويستغلون الإسلام فى السياسة، وأنه لا يفرق معهم شرع من ضرع، وكل ما يبغونه هو الحكم والسلطة، ولكننا كنا نظن أن هذه الجماعة لديها حد أدنى من الأخلاق.
نعم، تتاجر بالدين وانتهازية فى السياسة، لكن لا بد أنها تملك أخلاقًا تمنعها عن السفالة السياسية أو الوضاعة ضد خصومها.
لكن، منذ وصل مرسى إلى الحكم صار واضحًا لكل مَن يملك ضميرًا -لا مَن يملك طحالًا يظنّ أنه ضمير- أن جماعة الإخوان تسقط وتتساقط أخلاقيًّا.
كل يوم من أيام مرسى يكشف هذه الدرجة الهائلة من الانحدار الأخلاقى للإخوان، وهذا الحجم الهائل من الكذب الذى تَضخَّم حتى صاروا «الإخوان الكذَّابين»، وبدا الأمر ليس فى حاجة إلى مكاشفة سياسية، بل إلى كشف طبى، فهذه جماعة مريضة بالكذب، ثم صارت فخورة به، ثم بات كذبُها صدقَها، فأكثر شىء صادق لدى هذه الجماعة هو كذبها.
لكن الأمر لا يتوقَّف عند حدود هذه المهزلة الأخلاقية للجماعة التى لم يعد أحد يشك فى أنها مدَّعيةٌ تدينًا وفاشلةٌ سياسيًّا، جاهلة فى الإدارة، وبقَّالة فى الاقتصاد، ومنعدمة المواهب، وضَحْلة الإمكانيات، لكننا كنا نظن رغم كل هذه المؤكدات أنها لا يمكن أن تقبل بتعذيبٍ داخل سجونها رغم مظاهر احترافها التعذيب فى ميدان التحرير، حيث تباهَى أدعياؤها عبر الشاشات بأنهم كانوا يعذِّبون الأفراد المشتبَه فى عمالتهم لأمن الدولة فى أثناء اعتصام التحرير فى الثمانية عشر يومًا.
ومع ذلك فأن يكون التعذيب منهجهم وأن يكون سهلًا ويوميًّا وطبيعيًّا ومتَّبعًا ومَرْضيًّا عنه ومسموحًا به من مرسى، ومسكوتًا عنه من جماعته ومرحَّبًا به من قواعدهم ومتحمَّسًا له من ضباط داخليتهم، فهذا أبعد من السقوط الأخلاقى الذى تهاوت فيه الجماعة وأتباعها ممن يتواطؤون معها ويسكتون عن رجل يجلس فى قصر الرئاسة محميًّا بالتعذيب.
لن يُبقِيَه التعذيب ساكنًا قاطنًا فى قصره، ولن يتطهَّر منه أبدًا مهما توضَّأ واغتسل، فلا طهارة ولا تطهُّر لمن يصلِّى ويُسلِّم على محمد، صلى الله عليه وسلم، بينما يطبِّق سياسة أُمَيَّة بن خلف!