ما يفعله محمد مرسى لا يقل عما كان يفعله مبارك، بل إن أداءه أسوأ، وفاضح.
فمحمد مرسى مغيَّب تماما عن الواقع ولا يستطيع اتخاذ قرار إلا تنفيذ تعليمات مكتب الإرشاد كما كان يفعل مبارك فى أيامه الأخيرة من تدخلات ابنه ومجموعة الفاسدين المحيطين به.
فالبلد فى أزمة ومحمد مرسى صامت أو يزعم أنه يمارس عمله فى قصر الاتحادية أو القبة ويلتقى مجموعة من حوارييه سواء كانوا سياسيين، كما استقبل أول من أمس قيادات حزب الجماعة الإسلامية، أو رجال أعمال ينتمون إلى الإخوان أو الحزب الوطنى «سابقًا» بفضل عرَّاب رجال الأعمال اللى طالع فى المقدر جديد حسن مالك، وطبعا ليست هناك نتيجة لتلك المقابلات ولا يستطيع محمد مرسى أن يخرج ويقول كلاما واضحا وشفافا لأنه فى النهاية ليس صاحب قرار.
فهل يرضى الناس الذين قاموا بثورة أن يحكمهم شخص لا حول له ولا قوة ولا يستطيع اتخاذ أى قرار، اللهم إلا تنفيذ قرارات تعليمات مكتب الإرشاد؟
إن محمد مرسى بأدائه الفاشل والتابع للجماعة أهان منصب رئاسة الجمهورية، وأداؤه الفاشل والتابع للجماعة أهان الثورة.
انظروا إلى أدائه فى ما يجرى الآن فى بورسعيد من عصيان مدنى ضده وقبل ذلك قراراته «المسيئة» فى فرض الطوارئ وحظر التجوال فى مدن القناة الثلاث. وإزاء تصاعد العصيان فى بورسعيد ضده وضد جماعته وسياساته وأدائه الفاشل لم يجد إلا استعادة نفس سياسات النظام السابق للحديث عن الاهتمام الرئاسى بمدن القناة وأن يحافظ على بورسعيد فى كونها مدينة حرة، ولا مانع من الحديث عن رشاوى «طق حنك» من قبيل تخصيص 400 مليون جنيه سنويا من عوائد قناة السويس لمحافظات القناة... إنه استمرار فى سياسة الفشل القائم على الغرور ولا يهمه سوى التمكين. وها هو تمكينهم يؤدى إلى حالة شرخ كبير بين أهالى القناة وعلى رأسها بورسعيد وبقية مصر.
بالطبع يحظى أهالى بورسعيد باحترام كبير وتقدير من كل الجماهير المصرية والقوى الثورية الأصيلة التى خرجت فى ثورة لإسقاط الديكتاتورية والاستبداد والفساد والتعذيب ومن أجل الكرامة وتهميش الشعب وجعل السلطة فى يد مجموعة قليلة من الشخصيات التابعة للنظام وبحماية جيش الداخلية الذى تحول إلى تابع للنظام لا من أجل خدمة الشعب.
أليس هذا ما يفعله مرسى الآن وجماعته؟ ليست هناك استجابة لأى مطالب حقيقية للثورة.. ويستحلّون الكذب فى ذلك حتى اعتقدوا محاولين ترويج أنهم أصحاب الثورة والمدافعون عنها! لقد خرج أهالى بورسعيد عن بَكْرة أبيهم فى عصيانهم ضد مرسى ولتأكيد مبادئ الثورة التى سطا عليها إخوان محمد مرسى فماذا فعل مرسى لأهالى بورسعيد وأهالى مدن القناة؟!
إنه صامت بشكل مريب ومتواطئ على تدمير البلاد وإلى مزيد من الفوضى وكأنهم -أىْ مرسى وجماعته- يسعون إلى السيطرة فى هذه الفوضى وفقا لتعليمات تنظيمهم السرى، لقد كفر الشعب بهم وهم مصرّون على المضى قدما فى تخريب البلد ولا يهمهم سوى توزيع مغانم البلد على شخصياتهم ورجال أعمالهم الجدد الذين ليس لهم فى الأعمال وإنما هم تجار يتاجرون فى كل شىء «!!».
لو نظر مرسى فى المرآة سيجد نفسه فاشلا ومستمرا فى الفشل وسيذهب بالبلد إلى الجحيم، فلماذا لا يريح محمد مرسى نفسه ويريح الشعب ويترك السلطة لعله قد يأتى من يستطيع إخراج مصر التى ضاعت تحت سيطرة الإخوان من أزمتها واستعادة قيم وأهداف ثورتها التى تنقلها إلى مصافّ الأمم المحترمة والمتحضرة.
الشعب يريد الخلاص.