قالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أنه منذ التسعينات كانت قناة الجزيرة الإخبارية تكتسب شعبية متزايدة بوصفها الصوت المستقل الوحيد في الشرق الأوسط ، مشيرة أنه في العامين الأخيرين فقدت كثيرا من وزنها المهني ، وتركها كبار الصحفيين بعد أن شعروهم بتبنيها لأجندة سياسية واضحة.
وأوضحت أن القناة لديها أكثر من 3000موظف و 65مكتب في جميع أنحاء العالم، ونحو 50 مليون مشاهد في العالم العربي، والآن أصبح لديها أجندة سياسية واضحة، ولم تعد تلتزم بمبادئ الاستقلالية الصحفية، مما يثير الانتقادات للقناة،على الرغم من أن استثمارها يقدر بنحو 500 مليون دولار في الولايات المتحدة للوصول إلى عدد أكبر من المشاهدين الأمريكيين، في واحدة من أكبر أسواق الإعلام المرئي في العالم والتي تضم أكبر منافسيها شبكة "سي إن إن".
ولفتت المجلة إلى أنه منذ الربيع العربي ارتفع عدد المستقيلين من القناة في مختلف أنحاء المنطقة، وهذه القيادات الإعلامية غالبا ما تظهر بعض الاحترام لمبادئ الديمقراطية.
وأكدت المجلة أنه عندما احتج المصريين على الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلميين، فأن قناة الجزيرة عملت باسلوب المحطة التليفزيونية الموالية للحكومة، فقد أمرت قناة الجزيرة المديرين التنفيذيين بأن جميع مراسيم مرسي يجب أن تصورعلى أنها لآلئ من الحكمة، وهذا النهج الديكتاتوري لم يكن واردا من قبل.
وأشارت "دير شبيجل" إلى أنه على النقيض نظمت احتجاجات واسعة ضد النظام في البحرين المجاورة، وهي حليف وثيق لأمير قطر، وتجاهلت قناة الجزيرة الوضع بالكامل تقريبا. وعلى العكس من ذلك يأتي موقفها من سوريا، حيث تدعم قطر المعارضين ذات الميول الاسلامية ضد الرئيس بشار الأسد بالمال والسلاح والصحفيين، فالشبكة التليفزيونية قريبة للغاية من المتمردين.
وذكرت المجلة أن مراسلها السابق في ألمانيا ،أكثم سليمان، كان يضبط ساعة يده بتوقيت الدوحة، رغم تواجده في برلين، ولكنه أعاد ضبط ساعته، لتشير إلى توقيت برلين، مبديا عدم رضاه عن الانتساب للجزيرة لشعوره بأنه لم يعد بإمكانه أن يعمل كصحفي محايد ومستقل التوجه.
وفي أغسطس الماضي قدم أكثم أستقالته و قال "قبل الربيع العربي كنا صوت التغيير ومنبر الانتقاد للناشطين السياسيين في جميع أنحاء المنطقة، ولكن الآن أصبحت قناة الجزيرة تبث الدعاية السياسية".
وختمت المجلة الألمانية قولها إن أكثم ليس الوحيد الذي يشعر بخيبة أمل مريرة، فقد عانت الشبكة التلفزيونية مؤخرا من نزوح الموظفين البارزين في مدن مثل باريس ولندن وموسكو وبيروت والقاهرة، رغم الظروف الفاخرة وموقع العمل المركزي.