لو صح ما تردد عن عزم قناة «الحافظ» السلفية إطلاق برنامج بعنوان «هاتوا لى راجل» يقدمه الداعية محمود شعبان، المعروف إعلامياً بلقب «شيخ هاتوا لى راجل»، وسيُعنى البرنامج بتقديم سيرة صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - فإن هذا هو الابتذال بعينه، وتزيد الطامة أن تكون القناة هى «الحافظ» بما لها فى نفوس مشاهديها من تأثير لا مجال لإنكاره.
هذا شأنهم، يجيبوا له راجل، لكن الصحابة أعز وأكرم من عنوان برنامج بلغت السخرية منه مبلغاً يفطس من الضحك، ونال منه الساخر باسم يوسف كثيراً على نحو مثير للشفقة، وتزيد درجة الضحك إلى القهقهة مع برومو «إعلان البرنامج»، الذى بثته قناة «الحافظ» على حسابها على «يوتيوب»، بعبارة: «راجل من ضهر راجل، وراجل ابن راجل أو حتى ست بميت راجل»، ثم يظهر صوت الشيخ «شعبان» بصوته الزاعق: «هاتوا لى راجل».
هاتوا له راجل، أو هاتولى راجل، جملة فجة لها معنى شعبوى دارج لا نتقبله على صحابة رسول الله ـ رضوان الله عليهم ـ ولا تنزلهم منزلتهم الحسنة، ومنهم المبشرون بالجنة، احتراماً ليس قداسة، رفعة ليس عصمة، لا عصمة إلا لنبى، الصحابة يا رجالة كتاب مفتوح يقرؤه أولو الألباب ليطّلعوا على جهادهم، وطيب خصالهم، جميعاً من خريجى مدرسة النبوة المحمدية، ويا لها من مدرسة الخلق القويم، وإنك لعلى خلق عظيم، ويتمنون لو كان مثل هؤلاء فى زماننا، شُهُباً تسطع فى سماء العدل والعدالة والحرية والمساواة.
بالله عليكم كيف نضع باقة ورود من حديقة النبوة الزاهرة تحت عنوان سفيه «هاتوا لى راجل»، وكأننا فى شادر سمك؟! جملة فيها من الزلنطحية الكثير، عنوان لشمحطجى ليس داعية يقول قال الله وقال الرسول، يشق علينا تنزيل الصحابةـ رضوان الله عليهم ـ إلى هذه الدرجة من التدنى التجارى.
المرمطة التى نالها العنوان «هاتوا لى راجل» مريرة، لماذا تُعرّضون الصحابة لمسّ من هذه المرارة؟!.. بالله عليكم إخوتنا فى قناة «الحافظ» هل تقبلون على صحابة رسول الله، وفيهم الصديق أبوبكر، والفاروق عمر، وعلى بن أبى طالب ـ كرم الله وجهه ـ حب رسول الله وفداه يوم الهجرة، أن يظهروا فى «هاتوا لى راجل»؟ مثلاً الإعلان، عثمان بن عفان فى «هاتوا لى راجل»، أستغفر الله العظيم، وبعدين تقولوا الملاحدة وبنى ليبرال، وبنى علمان يهاجمون برنامجاً عن صحابة رسول الله!!
إخوتى فى الله، لا تنزلوا الشُهب إلى أرض زلقة، لا تهبطوا بالنجوم من عليائها، من ذا الذى يتلقى دروساً فى عدل عمر فى برنامج «هاتوا لى راجل»؟! ومن يتنسم ريح الرسول- عليه الصلاة والسلام ـ فى سيرة على بن أبى طالب فى «هاتوا لى راجل»؟! يقيناً تقصدون رجالاً غير الصحابة، هاتوا لى راجل من تحت كوبرى فيصل، هاتوا للشيخ شعبان راجل ولكن لا تعدوا له برنامجاً يتصدى فيه لسيرة صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هاتوا له راجل يزعق فيه، فى أى راجل إلا الصحابة، وإلا البرومو، راجل من ضهر راجل، وراجل ابن راجل، أو حتى ست بمليون راجل، راجل فى عينيك إنت وهو!!