أثار المقال، الذى كتبته أمس الأول حول إلغاء النشيد الوطنى المصرى فى مدارس السيدة خديجة ابنة خيرت الشاطر، وفرض نشيد جهادى آخر على الطلبة، ردود فعل واسعة من الكثيرين، لكن لم يصلنى شىء ـ حتى كتابة هذه السطور ـ من المعنيين بالأمر وهما المدرسة ووزارة التعليم.
ففى الوقت الذى لم تنف المدرسة فيه فرض هذا النشيد الإسلامى اللقيط الذى لا نعرف من أين جاء على طلبتها بدلاً من النشيد الوطنى للبلاد، وفى الوقت الذى لم أسمع فيه من وزير التعليم ما يفيد بأنه يحقق فى الأمر أو أنه ألزم المدرسة بضرورة الالتزام بالنشيد الرسمى للبلاد، فقد وصلنى من الأستاذ عمرو راتب رسالة بعنوان «نشيد خديجة» يقول فيها: «فى مؤتمر للإخوان أقيم بالإسماعيلية للدعاية لانتخاب مرسى، أنشدوا هذا النشيد نفسه، وللأسف لم ينتبه أحد لهذه الخطوة الخطيرة وسط هلفطات صفوت حجازى عن (وامرساه) و(الصرف الصحى الإسلامى) ونفاق الفنان وجدى العربى، وقد أرسلت لعدد من الكتاب هذه الواقعة، كما نشرتها على (تويتر) و(فيس بوك)، لكن للأسف لأنى لست من قادة الرأى فلم يلتفت أحد إلى هذه الإشارة المبكرة على نية خيانة رموز الوطن مثل النشيد الوطنى أو العلم لصالح جماعة الإخوان».
كما وصلتنى فى نفس يوم نشر مقالى رسالة أخرى من سيدة، لن أنشر اسمها لأنها والدة إحدى الطالبات بالمدرسة، قالت فيها إن الطلبة فوجئوا بإدارة المدرسة تطلب منهم إنشاد النشيد الوطنى المصرى جنباً إلى جنب مع ذلك النشيد الجهادى الخاص بالمدرسة، ولأن الطلبة كانوا ينشدونه لأول مرة فإن معظمهم لم يكونوا يعرفون كلماته!!
كما اطلعت على مجموعة من الرسائل الإلكترونية «المبرمجة» ممن يقولون إنهم أولياء أمور الطلبة يقولون فيها أشياء مثل «مدارس البلد كتير، اللى مش عاجبه يروح مدرسة تانية!» أو «نحن أحرار نعلم أولادنا بالطريقة التى نريدها» أو «موتوا بغيظكم».
والحقيقة أن هذه الرسائل جعلتنى أزداد إشفاقاً على هؤلاء الطلبة الذين يتم إخضاعهم لنوعية من التعليم تطمس كل ما يتعلق بهويتهم الوطنية، كالنشيد الذى نتغنى فيه بحب الوطن وليس بالجهاد وسفك الدماء، وتفرض على الفتيات منهم أن يرتدين عباءات «الإسدال» فيغتالون طفولتهن فى هذه السن المبكرة، وجعلتنى أتفكر فيما يراد بهذا الجيل الجديد، هل سيقال لهم بعد ذلك إن المجتمع كافر وإن الموسيقى حرام... إلى آخر خزعبلات هذا الفكر المنحرف؟!