البكاء أحد التعبيرات التي تظهر على الإنسان في الظروف الصعبة التي تمر به، نتيجة تعرضه لحادث اليم أو موقف محزن، أو ضياع عزيز أو فقدان خليل.
وهو يصاحبه دائما سيلان الدموع، والمرأة دائما أكثر بكاء من الرجل نتيجة رقتها الفطرية، إلى جانب محاولة الرجل دائما التماسك امام الأزمات كمظهر من مظاهر القوة، حتى ولو كان ذلك من باب الخداع والشجاعة الزائفة، ولكن في بعض الأحيان يجد الرجل نفسه وقد انهار وخانته شجاعته ولم يستطع الصمود، فنراه وقد سالت دموعه دون أن يدري بالرغم من عنفوانه وجبروته وهناك من القادة والزعماء من اجهشه النكاء بالرغم من سلطانه الذي أقام الدنيا وأقعدها في يوم من الايام والندم شعور، ورد فعل شعوري لتصرفات وأفعال الماضي الشخصي للفرد، وغالبا ما يشعر به الإنسان عند شعوره بالحزن، والعار، والخجل، والاحباط، والانزعاج، أو الشعور بالذنب بعد قيامه بتصرف أو عدة تصرفات تجعل الإنسان يتمنى أن لم يفعلها، وهو أيضاً منحدر من الشعور بالذنب، والذي هو عبارة عن صورة شعورية عميقة تشكلت من الندم، والتي من الصعب التعبير عنها بصورة موضوعية أو مفاهيمية. وفي هذا الشأن، مفهوم الندم مرؤوس من قبل الذنب من خلال شدة الانفعال عن طريق المقارنة، العار دائما ما يعبر عن الجانب العام للذنب أكثر من الجانب الشخصي أو من منظور آخر، الندم مفروض من قبل المجتمع أو التقاليد، والذي له تأثير كبير في أمور الشخصية والاجتماعية المتعلقة بالشرف.
الندم لا يعبر فقط عن رفض فعل قد تم من قبل.. ولكن أيضا وبأهمية كبيرة الندم على عدم الفعل.
هل ندم «خالد علم الدين» على إستمراره في عمله كمستشاراً لرئيس نظام إرتكب كل الجرائم الغير أخلاقية والغير إنسانية في حق شعبه، لكنه ظل متمسكاً بهذا المنصب رغم أن معظم زملائه من المستشارين قد إستقالوا من حوله إعتراضاً على كل ما إرتكبه رئيس هذا النظام من هذه الجرائم.. بداية من الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس إلى ما حدث في بورسعيد مروراً بما حدث عند الإتحادية ..؟!
هل بكى «خالد علم الدين» على الشباب الذي قتل في ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء و بورسعيد في ظل حكم المجلس العسكري .. أم كان وقتها هو وحزبه يسبحون بحمد المجلس العسكري في قنواتهم الفضائية ويجرمون المتظاهرين ويلقون عليهم تهم بالبلطجة وتعاطي المخدرات..؟!
هل بكى «خالد علم الدين» على البنت التي سُحلت وتعرت على يد قوات الجيش .. أم ظل يدافع هو وحزبه عن عظمة الدور الذي يقوم به المجلس العسكري في حماية الدولة من هؤلاء المخربين الكفرة الفجرة الذين يعطلون مسيرة الوطن، وهذا كله من أجل أن تتم إنتخابات البرلمان في وقتها ..؟!
هل بكى «خالد علم الدين» على قتل المعتصمين ضد الإعلان الدستوري عند الإتحادية، من قبل مليشيات جماعة الإخوان المسلمين .. أم ظل في منصبه ودافع مع حزبه عن هذا الإعلان الذي أراد به الرئيس أن ينصب نفسه فرعوناً ويكون هو أحد سَحَرته ..؟!
هل بكى «خالد علم الدين» على بورسعيد وهي تشيع أربعة جثامين قتلوا وهم يشيعون ثلاثون جثماناً قبلها بيوم واحد .. أم ظل في منصبه ولم يحرك هذا المشهد المهيب له سكاناً، وظل هو وحسبه يدافعون عن الرئيس وهو يتنصل من المسؤولية أمام الجميع ..؟!
هل بكى «خالد علم الدين» على قتل محمد جابر و الحسيني أبو ضيف و محمد كريستي ..؟!
هل بكى «خالد علم الدين» على تعزيب محمد الجندي حتى الموت من قبل شرطة مرسي ..؟!
هل بكى «خالد علم الدين» على الشباب الذي أنتهك عرضه في معسكرات أمن الرئيس ..؟!
بكاء «علم الدين» ليس سوى زعل أو دلع أو عشم في الرئيس .. وغضب حزب النور إحساس بالغدر.. إحساس بالاستهزاء بدوره ومبادرته. وإقالة «خالد علم الدين» فقط يمثل لحزب النور"شعور بالطعنة قبل الانتخابات".
كفكف دموعك يا «خالد».. فعيناك لم تدمع لسقوط الشهداء أو حزنا على انهيار وطنك في ظل حكم حليفك .. انت تبكي الآن على نفسك .. فافعلها في بيتك.