الإخوان يظنون أن بإمكانهم الاستحواذ على مصر، واختطافها والفوز بها وأخونتها، ولأنهم جهلاء لا يقرؤون التاريخ، لا يعرفون مدى العمق المصرى ومدى استيعاب هذا الشعب العظيم وهذه الأمة العظيمة أى وافد إليها. حتى لو كان محتلًّا بالسلاح. ففى كل البروتوكولات الرئاسية فى العالم. هناك عرف دائم وسائد وهو تسجيل جميع مكالمات الرئيس الهاتفية مع رؤساء العالم، ويتم تفريغها وكتابتها لتحفظ فى أرشيف الرئاسة. وهو ما كان يحدث فى عهد الناصر إلى الأخ الموجود الآن فى الاتحادية، مرورًا بالسادات ومبارك. فمكالمات الرئيس ليست ملكًا لهم، لكنها ملك الدولة المصرية. ومنذ عهد عبد الناصر كان مَن يقوم بهذه المهمة ضباط متخصصون فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تابعون لرئاسة الجمهورية، ولأنهم جماعة تظن أنها تختطف الدولة. قرَّروا إلغاء هذا البروتوكول ليمتلكوا وحدهم حق الحصول على التسجيلات وعلى المعلومات التى لا يجب أن يطَّلع عليها أحد. وفى سبيل ذلك استولوا على المركز الرئيسى للاتصالات فى سنترال رمسيس، وهى الباقة التى يمكن من خلالها اختراق جميع شبكات الاتصالات فى مصر، المحمول منها والأرضى. وكذلك اختراق شبكات الإنترنت بجميع تنوعاتها وحتى الحسابات الشخصية. وفى الشهر الماضى قام الإخوان بشراء أحدث أجهزة تكنولوجية للتنصت والتتبع والاختراق. الجهاز ثمنه 150 مليون دولار -أكررها مرة أخرى 150 مليون دولار- وهو أحدث جهاز شهده العصر الحديث فى مجال تكنولوجيا الاتصالات، وهو جهاز صنع فى الولايات المتحدة الأمريكية. الجهاز دخل إلى مصر منذ شهر، ولخطورته اتّجه مباشرة إلى قصر الرئاسة فى الاتحادية. وتم تدريب شباب من الإخوان متخصصين فى تكنولوجيا الاتصالات. وتم تقليص عدد الضباط المسؤولين عن الاتصالات فى الرئاسة، قلَّلوا عددهم رويدًا رويدًا، وتم الاستغناء عن خدماتهم. وأصبح المسؤول عن ذلك الجهاز خيرت الشاطر فقط. واختفت تسجيلات الرئيس كما كان معتادًا. الجهاز الجديد يسلّطه الإخوان على تليفونات جميع المعارضين وكل الإعلاميين وكل التيارات الإسلامية الأخرى وكل أجهزة الدولة. لكن وجود ذلك الجهاز فى «الاتحادية» سبَّب لهم أرقًا كبيرًا. خوفًا من اقتحام القصر ويتم كشفه والاستيلاء عليه. ومنذ أن تم تركيب ذلك الجهاز قامت قوات الشرطة بغلق جميع المداخل المؤدية إلى القصر، والتى كانت متاحة من قبل، وأصبح المسموح به فقط هو التظاهر أمام سكرتارية القصر من الخارج، وهو المكان الذى يتجمَّع عنده المتظاهرون الآن، أى بعيدًا تمامًا عن مقر القصر الرئيسى. ولزيادة الخوف وللاحتياط الأمنى ترك مرسى قصر الاتحادية، وانتقل إلى قصر القبة، ليبتعد تمامًا عن الاتحادية، وليكون التظاهر قريبًا من مبنى المخابرات المصرية، وهو ما يفسّر انتقال مرسى إلى قصر القبة وإطلاق ذلك الخبر سريعًا بين وسائل الإعلام والإنترنت، لتنتقل التظاهرات بعيدًا عن ذلك الجهاز الخطير. لكن الأهم من ذلك كله أن هذا الجهاز دخل إلى الدولة دون معرفة مَن الذى قام بدفع ثمنه الباهظ؟ هناك مَن يقول إنه من ميزانية وزارة المالية ومخصصاتها. ومنهم مَن يقول إن من دفع الثمن هو دولة قطر ووصل الجهاز إلى مصر عن طريقها. الأمريكان يرفضون بيع هذا الجهاز إلى الإخوان. وتم الالتفاف عن طريق قطر، وهى التى دفعت ثمنه كاملًا وأهدته إليهم. والجهاز ليس له أوراق فى الدولة. أى جهاز موجود فى رئاسة الجمهورية وتابع لرئاسة الجمهورية غير موجود أوراقه كما أن فواتير الدفع غير موجودة لسرية الجهة الدافعة أو المانحة. وقد تم بالفعل العمل بهذا الجهاز. وترسل التفريغات مباشرة إلى خيرت الشاطر المسؤول عن الملف الأمنى والحاكم الفعلى لمصر. ويقوم الشاطر بمقارنة ما حصل عليه من تقارير من شبابه المنطلقين فى الشوارع، وبين تلك التسجيلات التى وردت إليه من ذلك الجهاز وما بين التقارير التى تأتى من الأجهزة الأمنية. الأمن الوطنى والمخابرات العامة. لذلك الشاطر يقوم بزيارات أسبوعية إلى مبنى المخابرات فى أسبوع، والأسبوع الذى يليه يذهب إلى الأمن الوطنى. يدخل بملفات ويخرج بملفات ويقارن بما لديه من معلومات وما يحصل عليه من هذه الأجهزة الأمنية، ويجد أن ما لديه من معلومات أكثر بكثير مما تقدّمه الأجهزة الأمنية. لذلك فهم لا يثقون مطلقًا فى جميع الأجهزة الأمنية الموجودة فى مصر ومتأكدون أن ولاءها ليس للإخوان، ولكى تكتمل الدائرة الجهنمية التى يصنعها الإخوان فى الحصول على المعلومات والسيطرة عليها والمراقبة الدورية الدائمة، تم نقل ياسر علِى من الرئاسة متحدثًا رسميًّا، ليتولى منصبًا حساسًّا فى الدولة، ومهمته أيضا الحصول على المعلومات الفورية، وهو منصب رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء. أى أن جميع المعلومات فى الدولة الرسمية تحت يد ياسر علِى، وأطلقوا بأن الرجل كان معروضًا عليه وزيرًا للثقافة أو أى منصب آخر إلا أنها كانت عملية تمويه. وتقلَّد ياسر علِى هذا المنصب المعد له منذ فترة، وليس صحيحًا كل ما يشيعونه. الإخوان يعملون جاهدين مسرعين فى حالة من التوتر والعصبية، لكى يتمكَّنوا من مفاصل الدولة المصرية. ويظنون أن الدم الذى سال على الأرض والتجارة باسم الله يمكن أن يمررها الله عليهم ويثبت أقدامهم فى مصر. كل نقطة دم بريئة سالت على أرض مصر سيدفع ثمنها الإخوان قريبًا. وقريبًا جدًّا.
سر الانتقال إلى قصر القبة
مقالات -
نشر:
18/2/2013 5:24 ص
–
تحديث
18/2/2013 10:17 ص