لا يمر يوم دون حدث كبير. يتفجر واحد. ويبدو أنه تمت تسوية آخر. يوم الجمعة شهد مظاهرة «نبذ العنف». يوم الجمعة كذلك شهد أحداث عنف عند قصر القبة. يوم السبت تفاوض وزير الداخلية مع أمناء الشرطة المعترضين ورضخ لمطالبهم. يوم الأحد أعلن بورسعيديون عصياناً مدنياً. أعلنت المعارضة عن مظاهرة للعاطلين يوم أول مارس. قال جهاز التعبئة والإحصاء إن مليوناً ومائتى ألف انضموا إلى صفوف العاطلين. من الآن وحتى بداية مارس سوف تكون هناك أحداث كثيرة. مصر لم تهدأ ولو ظل الرئيس صامتاً مختفياً.
الإخوان يمنحون فى كل يوم وقوداً لعدم الاستقرار. أسباباً لرفضهم. ابن الرئيس تعين فى شركة طيران. الرئيس أبعد المتحدث باسمه وكرمه بالتعيين فى منصب ليس من تخصصه. رئيس مركز المعلومات ودعم القرار. تأجل الحوار أسبوعاً جديداً. يصر الحكم على ألا يغير الحكومة. يثير رئيس الوزراء جدلًا كبيراً بتصريحاته غير الموفقة. أبسطها حديث «تنظيف الثدى». تسربت على الشبكات الاجتماعية فواتير لإقامة عائلية فى فندق فى طابا لم ترد عليها الرئاسة.
يضيف الإعلام كل يوم سبباً لانتباه الناس. إعلامهم بما حولهم يزيد غضبهم. «المصرى اليوم» نشرت تحقيقاً مطولًا عن «أخونة الدولة». «الوطن» نشرت قائمة بأسماء مشاهير مستهدفين بالاغتيال من جماعة إرهابية. إبراهيم عيسى يقود توجهاً يومياً ضد الإخوان وحكمهم. لميس الحديدى تناقش على مدى الأسبوع تصرفاتهم. باسم يوسف يختتم الأسبوع بسخريات حادة.
النساء غاضبات. كل يوم تقريباً يشتركن فى حدث ضد الحكم والتيار المتطرف. مظاهرات ضد التحرش. وقفات ضد الإقصاء والإبعاد. اعتراضات ضد ما يقوله مجلس الشورى عن النساء.
القضاء فى كل يوم يكشف عن موقف قانونى. احتدام بشأن حصانة رئيس نادى القضاة. اعتراضات مستمرة ضد النائب العام. أحكام تصدر بنقض العقوبات ضد قيادات الحكم السابق. كل يوم يتم الإفراج القانونى عن أحدهم. الجميع ينتظر موقف المحكمة الدستورية من قانون الانتخابات. الجميع يترقب حكمها فى شرعية مجلس الشورى.
فى كل يوم يكون هناك سبب إضافى للأزمة الاقتصادية. تخفيض لمستوى تصنيف البنوك المصرية. أرقام مخيفة عن موقف مصر المالى. لا أخبار عن خطوات اقتصادية. يتابع المصريون سعر الدولار لحظة بلحظة. أزمة السولار تزيد. الكهرباء عادت تنقطع. فرص العمل تشح يومياً. قرأت عن مظاهرة للاعتراض على تمييز ابن الرئيس فى شركة الطيران. لا حديث عن الاستثمارات. مصانع تغلق أبوابها يومياً. إضرابات. اعتصامات. البورسعيديون أغلقوا ميناء محافظتهم بالأمس.
الوضع يتدهور سياسياً واقتصادياً. يختنق من جوانب مختلفة. لا يريد الرئيس أن يتخذ إجراء من أجل تفريج الأزمة. لا يريد أن يجمع الناس من حول الحكم. لا يستجيب لأى مطلب. الأزمة تتضاعف. الأزمة تتراكم. لن تجد حلاً بالترك. المرض لا يعالجه التغاضى عن آلامه.