تحدثنا فى مقال الأسبوع الماضى عن بعض مرشحى الرئاسة السابقين وتناولنا باختصار مواقف كل من الفريق متقاعد أحمد شفيق والسيد حمدين صباحى والدكتور محمدالبرادعى رغم أنه انسحب ولم يكمل مسيرة المنافسة الرئاسية. وكان الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح من أسبق الناس الذين يريدون خوض منافسات انتخابات الرئاسة، وكان وقتها لا يزال أحد الأعضاء البارزين فى جماعة الإخوان المسلمين إذ كان عضواً بمكتب إرشادها لمدة زادت على خمسة وعشرين عاماً.
وأعلنت قيادة الإخوان المسلمين آنذاك أنها لن تدعمه، حيث كان الرأى وقتها مستقراً على عدم الدفع بأحد من الإخوان المسلمين لخوض معركة الرئاسة. وفى أول المشوار بدا الدكتور أبو الفتوح مرشحاً متوهجاً، لكن سرعان ما أثرت الأحداث فى هذا التوهج، حيث قررت جماعة الإخوان المسلمين خوض المعركة الرئاسية بمرشح من بين أعضائها فمثل ذلك خصماً كبيراً من رصيد الدكتور أبو الفتوح وكان إعلان حزب النور والدعوة السلفية تأييدهما له خصماً من رصيده أيضاً لأن الذين انفضوا من حوله بسبب هذا التأييد كانوا أكثر ممن صوتوا له من السلفيين وأنصارهم.
ورغم هذا التغير الدراماتيكى فى مسيرة الدكتور أبو الفتوح فقد ظل متوازناً إلى حد بعيد حينما أعلن قبوله بنتائج الصندوق بل ودعمه للدكتور محمد مرسى فى مواجهة الفريق شفيق فى جولة الإعادة الحاسمة.
ولم يمنعه هذا التأييد المبكر من معارضة الرئيس فى أمور عدة منها ما هو متصل بوضع القوات المسلحة فى الدستور، واعترض الدكتور أبو الفتوح أيضاً على الإعلان الدستورى الشهير الذى أعلنه رئيس الجمهورية فى شهر نوفمبر 2012، ولم ير فيه إيجابيًا إلا التخلص من النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود.
وشارك الدكتور أبو الفتوح عبر حزبه «حزب مصر القوية» فى بعض جولات الحوار الوطنى التى دعا إليها السيد رئيس الجمهورية حينما أحس أنه من الممكن أن تسفر هذه الجلسات عن مصلحة وطنية عليا ثم عاد وقاطع بعض الجولات الأخرى وأعلن أن بعض هذه الجولات دون فائدة. ثم أطلق مبادرة لدعم الحوار حدد فيها أشخاصاً يحتلون مواقع مؤثرة فى تجمعاتهم.
وللقارئ الكريم أن يقارن بين موقف المرشح الرئاسى السابق الدكتور أبو الفتوح وبين غيره من المرشحين. ورغم كونه من بين الذين سبقوا فى إعلان نيتهم الترشح للمنصب الرفيع، ومع الارتباك الذى أصاب حملته من جراء ترشيح الدكتور محمد مرسى، فإنه لم يناصبه الخصومة والعداء بل كانت مواقفه تؤيد أحياناً وتعارض أحياناً أخرى، معتبراً أنه فى هذه وتلك يقدم المصلحة الوطنية. ولعل القارئ الكريم يجد فارقاً ملموساً بين هذه المواقف ومواقف مرشحين آخرين قد يجعله يقول إنهم «ليسوا سواءً».