هذه هى الدماغ التى تحكم وتتحكم فينا.. هذه هى الدماغ التى يقولون عن صاحبها إنه دَرس ودرّس العلوم، ويقولون عنه فى الموسوعات الحديثة إنه رجل منتخب.. دون أن يعرف أحدهم إن من انتخبه لم يطلع على هذا الجانب من دماغه ودماغ حاشيته، فقد كان معطلاً وقت الانتخابات.. فدماغ من يحكمون مصر الآن فترة صلاحيتها انتهت منذ سنوات عديدة -التخلص منها أصبح واجبا- ولذا تأتى قرارتها بهذه الطريقة من الغباء والاستسهال والكذب والنفاق، وكأننا نعيش فى كوكب القرود.
نتحدث نحن ليل نهار عن تمكين الإخوان وخططهم للسيطرة على كل مفاصل البلد وأخونتها، وعمليات الإحلال والتجديد التى تحدث فى كل الوزارات بتعيين وزير إخوانى أو وزير نصف إخوانى -خلية نائمة- وتعيين نوابه من الإخوان، وفى وسط كل هذا تسمع خبرين.. الأول تعيين عمر محمد مرسى فى وظيفة بوزارة الطيران المدنى، والثانى تعيين د.ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية رئيسا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.. «هى البلد ناقصة إخوان».
ألا تعبر هذه الأخبار والوقائع عن عقلية من يحكمنا.. فبعيدا عن خطط التمكين وغيره مما هو مؤكد من أخونة الدولة، تأتى فكرة أن يقوم مرسى بصنع واتخاذ قرار ما فى وقت يفترض فيه أن الشارع محتقن تماما ضده، غبية للغاية وتكشف كيف تفكر هذه العقلية التى تحكم.. هى عقلية الموظفين معدومى الضمير ممن تمتلئ بهم مؤسسات الدولة -هذا بالتأكيد لأن ليس كل الموظفين فى العالم مثل موظفينا هؤلاء- ومن يتحكم فى البلاد واحد منهم لا فرق بينه وبينهم، هم جميعا ينتظرون ما يقوله رؤساؤهم ليفعلوه دون تفكير وهو ينتظر ما يمليه عليه خيرت الشاطر ومحمد بديع وينفذه دون مناقشة، وهم يتصرفون بعيدا عن المنطق والصح والمفروض وهو كذلك.. لذا ليس غريبا أن يكون مرسى شاهدا على رئيس خُلع، لأنه أراد توريث الدولة لابنه، فيعين هو ابنه فى وظيفة مهمة بوزارة الطيران.. «اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى».
من تم توظيفه هو عمر، ابن أبيه.. الذى يدافع عنه فى السراء والضراء، قال لمُعلق على صفحته بـ«فيسبوك»: «اسمه سيادة الرئيس يا بغل»، لم يقلها جمال مبارك فى عز جبروت أبيه.
الموظفون دائما لا تنتظر منهم أن يقدموا إليك شيئا ما أو خدمة المفترض أن وظيفتهم تحتم عليهم أداءها ومرسى مثلهم لا تنتظر منه أن يفعل شيئا لصالحك.. هو يفعل كل شىء فعلا لكن لصالح أهله وعشيرته وجماعته «جماعة سودة».
رئيس إخوان.. وزراء إخوان.. محافظين إخوان.. نواب محافظين إخوان.. ووكلاء وزارات إخوان.. رؤساء مدن وقريبا قرى.. ثم عُمد ومشايخ.. ثم يسألك الإخوان بعنجهيتهم المعتادة.. أين التمكين؟ وأين نحن من المواقع القيادية؟ ويحدثونك بكلام أهطل وساذج عن مؤامرات النظام السابق ضدهم فى الوزارات ومحاولاتهم المستميتة لإفشال مشروع النهضة.. يا أخى «جاتك نهضة فى بطنك انت وهو».