أكد عدد من السياسيين البارزين المعارضين للإخوان منعهم من الظهورعلي شاشة التليفزيون المصري، حيث أشار بعضهم إلي علمه بذلك من قبل بعض المعدين باتحاد الإذاعة والتليفزيون.
بينما قال آخرون إنهم لم يتلقوا أي دعوة للظهور علي شاشة التليفزيون منذ تولي صلاح عبد المقصود منصب وزير الإعلام، وفي حالة تلقيه دعوة يتم الاعتذار عنها، الأمر الذي وصفوه بأنه محاولة لإقصاء المعارضة الحقيقية للإخوان وتحويل ماسبيرو لواجهة إعلامية للإخوان وحدهم.
وكشف النائب البرلمانى السابق مصطفي بكري أنه أجري عدة مكالمات هاتفية بينه وبين بعض المعدين فى ماسبيرو الذين أخطروه فيها بأنه تم استبعاده من الظهورعلي شاشة التليفزيون المصري بموجب تعليمات من وزيرالإعلام صلاح عبد المقصود الأمر الذي ترتب عليه عدم ظهوره علي الشاشة الصغيرة منذ تولي عبد المقصود منصب وزير الإعلام.
واعتبر بكرى أن ذلك "يعكس ضيق أفق الإخوان في إدارة البلاد"، معربا عن استيائه البالغ حيال ممارسات وزير الإعلام حيال ما وصفه بإقصاء المعارضة وتحويل ماسبيرو لعزبة للإخوان، مشيرا أنهم هم أنفسهم من كانوا سابقا يلومون التليفزيون المصري على عدم ظهورهم، وهم يأتون بما هو أسوأ من نظام مبارك وسياساته.
فيما قال الدكتور ممدوح حمزة: لم تتم دعوتي للظهورعلي شاشة التليفزيون المصري منذ تولي صلاح عبد المقصود لوزارة الإعلام وأنا لم أمانع فى ذلك، لافتا أن آخر دعوة قدمت له لاستضافته تم الاعتذار عنها في اللحظات الأخيرة ولم تتم دعوته مرة أخري.
ورأى "حمزة" أن إقصاء رموز المعارضة من الظهور علي الشاشة ليس إقصاءً لأشخاص بعينهم إنما هو إقصاء لفصيل كامل من الشعب، مؤكدا ضرورة الفصل بين الأجندة الإعلامية لشاشة التليفزيون وبين الانتماء السياسي لوزيرالإعلام وسياسية العودة للقوائم السوداء، بما يعكس حالة الفشل السياسي في إدارة الإخوان للبلاد وأداء الحكومة.
وأشار الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في التيار الشعبي، إلى أنه أحد الممنوعين من الظهورعلي شاشة التليفزيون المصري لأن صلاح عبد المقصود وزيرالإعلام يري أنه من أشد المعارضين للإخوان وقد تواردت لي معلومات من بعض المعدين بالتليفزيون أن الوزير أعطي تعليمات بمنعي من الظهور أنا وآخرين من أبرزالسياسيين المعارضين للإخوان، حسب قوله.
ولفت إلى أن" بعض الثوارالإعلاميين في ماسبيرو حاولوا لعدة مرات تمرير اسمي للاستضافة أمام الشاشة إلا أنه يتم رفض اسمي في اللحظات الأخيرة وبعد أن يكون تم الاتفاق معي والاتصال بي ".
وأكد "زهران" أنه يحتفظ بالعديد من الرسائل الهاتفية المرسلة له من معدي التليفزيون والتي تؤكد اعتذارهم له لإلغاء لقائه بموجب تعليمات من الوزير أو رؤساء قطاعات الأخبار أو التليفزيون.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أنه دارت بينه وبين شكري أبو عميرة، رئيس قطاع التليفزيون، مواجهة حادة عبرالهاتف من خلال مداخلة تليفونية لأبو عميرة علي إحدي القنوات واجهه فيها بأنه تم منع عرض لقاء مسجل له مدته ساعة ببرنامج " فاصل ونواصل " علي شاشة القناة الأولي وتم إخطار زهران بمنع عرض اللقاء الأمر الذي قال عنه أبو عميرة خلال المداخلة إنه سيتم التحقيق فيه
وأضاف زهران أنه تم الاتفاق معه علي الظهورعلي شاشة التليفزيون المصري أكثر من ثلاث مرات وتم الترتيب للميعاد ببرنامج "يسعد صباحك " ثم يتم الاعتذار له مشيرا إلي أنه من الشخصيات السياسية التي قاطعت الكثير من القنوات الفضائية لأنها ملك للفلول واللذين يقومون بتوجيهها ويحيدون عن تقديم إعلام حر محايد مثل قناة "صدي البلد " و " السي بي سي" والحافظ " و" النهار " و" الناس " و "الرحمة"، إلا أنه كان حريصا على الظهور عبر شاشة التليفزيون المصري لأنه تليفزيون الشعب.
وتابع: ولكننا الآن في زمن اغتيال حرية الرأي والإبداع، مشيرا إلي أنه لم يتم منعه من الظهور علي شاشة التليفزيون المصري فحسب إنما تم منع نشر مقالاته بجريدة الأخبار هو وسامي العدل ويوسف القعيد وذلك منذ تولي محمد حسن البنا الإخواني رئاسة تحرير الأخبار، وذلك بعد سنة ونصف من نشر المقال بالجريدة والتي تعد أيضا جريدة الشعب.
ومن جانبها، قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباش: قول وزير الإعلام بأنه لم يمنع أحدا من الظهور علي شاشة التليفزيون المصري كذب وتضليل، مشيرة إلي أنه تمت دعوتها للظهورعلي شاشة قناة النايل دراما ثم تم الاعتذار لها قبل اللقاء بيومين بحجة عدم وجود سيارة، الأمرالذي كان من الممكن تداركه بأي حال من الأحوال لو أن هناك ترحيبا باستضافتي إلا أن الموقف أكد أنه تم إخطار وزير الإعلام باستضافتي فأعطي تعليماته بإلغاء اللقاء ولم تتكررالدعوة.
وتابعت الشوباشي: أن الجميع واللذين هم ليسوا علي ملة الإخوان يعلمون أن الناس الصادقة تم استبعادهم من الظهور علي شاشة التليفزيون المصري لأن الناس تثق فيهم وتصدقهم والإخوان يجهلون أنه لا يستطيع أي نظام مهما كانت قدرته علي البطش والقمع من تكميم أفواه شعب بأكمله.
فيما قال الإعلامي كامل عبد الفتاح مقدم برنامج "الآخر" علي شاشة التليفزيون المصري: لا توجد قوائم رسمية بمنع ظهورالمعارضة ولكن المنع يتم بموجب تعليمات وبشكل مباشر لرؤساء القطاعات والقنوات ويتم المنع تحت دعوي وجود ضوابط معينة لضيوف المعارضة، بحيث يتم منع ظهور أصحاب النبرات العالية وتتم استضافة أصحاب النبرات المنخفضة، علي ألا يتم استضافة أحد رموز المعارضة منفردا بينما تتم استضافته مع ضيف أو اثنين من تيارات الإسلام السياسي.
وأضافت الإعلامية هالة فهمي مقدمة برنامج " الضمير" علي شاشة التليفزيون المصري: بالفعل يتم منع ظهور الشخصيات السياسية المعارضة للإخوان ولا يقتصر الأمر علي منع ظهور المعارضة فقط إنما امتد الأمر ليصل للمذيعين وإعلاميي الشاشة أنفسهم، فأنا من إعلاميي ماسبيرو اللذين تم منعهم من الظهور علي الشاشة، لأنني معارضة للإخوان ورفضت الانصياع لتعليمات وزيرالإعلام لمحاباة الإخوان علي الشاشة.
ودللت فهمي علي منع الضيوف المعارضة من الظهور بما حدث في إحدي حلقات برنامجها حيث تم قطع البث أثناء الحلقة، وتم منع استضافة ضيوف الحلقة مرة أخري في ماسبيرو، وهم مريم ميلاد خبيرة تنمية بشرية والعميد حسين حمودة ضابط شرطة بأمن الدولة والشيخ عبدالله محمد أحد من علماء الأزهر، وكان كل منهم يدلي بدلوه أثناء الحلقة ويطرح رؤيته في إدراة الإخوان للبلاد، الأمر الذي اعتبره وزير الإعلام انتقادا لا يليق وأمر بمنع استضافتهم مرة أخري.