شىءٌ مذهل هذه الرداءة فى الحكم.
وشىء أكثر إذهالا أننا نرى رئيسا يكرر مأساة ومَلْهَاة الرئيس العنيد الذى لا يسمع شعبه ولا يرى أزمة بلده ولا يتكلم إلا بوعود فارغة وخطب تخلو من الصدق خلوّها من المنطق.
مرسى يستأسد فى عناده العنود بجماعته الكذابة وبداخليته التى تستعيد فاشيتها وبشيكات أمير قطر وبخدماته للأمريكان والصهاينة.
وهذا كله لن ينفعه ولن يحمى ديكتاتورية مكتب إرشاده إطلاقًا، بل هو يعرِّض الجماعة نفسها لخطرٍ من فرط عَمَى السلطة لا يرونه!
الداخلية مهما عملت فيها وحش الغابة فهى تسقط من تملْمُل أو تمرُّد داخلها ومن كراهية شعبية لها فى خمس ساعات كما ظهر فى جمعة الغضب، وقطر يمكن أن تنفضّ عن مرسى كما هربت من ليبيا بعدما تعرضت للغضب والخطر والرفض، وأمريكا تتخلص من وكلائها بنفس سهولة التخلص من منديل ورق فى الحمام، ثم إن مرسى لم يعد له فى هذا البلد من مساحة صمت وفتات تأييد إلا فى الصعيد، حيث يقتات هو وجماعته وحلفاؤه على التعصب الدينى الذى يجعل من الصعيد الباب الوحيد الذى يصل به الإخوان إلى الفوز سواء فى الرئاسة، حيث مرسى بدا كأنه رئيس الصعيد، أو فى الاستفتاء الذى كان التصويت والتزوير فيه بـ«نعم» فى محافظات الجنوب خدمةً للإسلام فى مواجهة الكفر والمسيحية، لكن الصعيد بؤرة النجاح التصويتى الطائفى لن يعطى مرسى وجماعته الكثير بعد كل هذا الفشل والغلاء والبطالة لأن الأصوات الطائفية فى الصعيد تحتاج إلى أن تأكل!
مرسى عنيد، والعند يورِّث الكُفر بالديمقراطية وبالحقيقة، ويفصم العنيد العنود عن الواقع، يأخذ اقتصاد مصر إلى الهاوية، ورغم أن عناد مرسى هو أفضل سلاح سياسى للتخلص من سياسته ومن حكمه فإنه كذلك سلاح لإفقار المصريين وإفشال البلد وإشعال الفتنة، ورغم أن عناد مرسى يفضح فشله وقصور حكمه وضعف إدارته وضيق رؤيته ومحدودية كفاءته وهو ما يصب فى مزيد من تعرية شرعيته فى الشارع بل وفى الخارج، لكن هذا العناد على ما فيه من آثار جانبية خيِّرة وطيبة فإنه يؤثر على مصر ويكاد يشقّها ويزلزل بنيانها ويريق دماء آلاف من مواطنيها ويدفعها دفعا إلى حفرة الدول الفاشلة التى تسحق مستقبل هذا الشعب!
لقد أدرك كل المصريين تقريبا أن مرسى سائق عنيد لا يعرف شيئا عن قيادة السيارة وهى أصلا مش بتاعته، ثم إنه يستعين بكتالوج يقرأ فيه طوال الوقت فى أثناء سواقته لكن من فرط عدم تركيزه فإنه يقرأ كتالوج الغسالة لا كتالوج السيارة، ثم لا يريد أن يسمع نصيحة أحد إطلاقا إلا مجموعة من أصحابه الركاب الذين لا يعرفون الفرق بين السيارة والموتوسيكل، ثم إن الركاب الوحيدين الذى يمدحون طريقة قيادته مجموعة من العُمْى يشكرونه على اعتبار أنهم فاكرين نفسهم فى الملاهى، مشكلتنا الوحيدة مع هذا السائق الفاشل العنيد أننا جميعا نركب معه فى نفس السيارة... طرررراخ!