هل تم ضبط هشام قنديل فى أى لحظة فى ثورة 25 يناير؟
فالرجل لم تكن له علاقة أبدًا بالثورة وكان موظفًا فى وزارة الرى، أىْ نعم كان مديرًا لمكتب الوزير، وطلب من وزيره العمل فى الخارج سعيًا وراء الرزق.
لكن فجأة تلبّسته الحالة الثورية وأصبح ثوريًّا كما أصبح «حكيمًا» يفهم فى الرضاعة واغتصاب سيدات بنى سويف فى الغيطان، ويصدر بيانًا إلى الأمة فى ما سماه ذكرى نجاح الثورة وكأنه زعيم الثورة التى نجحت على يديه!
واقرؤوا هذا البيان:
بمناسبة حلول الذكرى الثانية لنجاح ثورة يناير فى إسقاط النظام السابق، وجّه د.هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء التحية إلى شعب مصر العظيم الذى قام بالثورة لإزاحة عقود فى الديكتاتورية وحكم الفرد وليفتح الطريق أمام إقامة نظام ديمقراطى حر ينعم فيه أبناء مصر بالحرية والحياة الكريمة التى دفع ثمنها شهداؤنا الأبرار الذين هم بيننا دائمًا أحياء يُرزقون وفى قلوبنا يعيشون هم ومصابو الثورة الأبطال.
وأضاف رئيس الوزراء، أن قطف ثمار الثورة يكون بالعمل والجد والاجتهاد والبعد عن الإثارة والمزايدات السياسية ويمنح الفرصة لالتقاط الأنفاس والتخطيط المنهجى والعمل الهادئ، بعيدًا عن الصراعات السياسية حتى تسترد البلد عافيتها.
وأكد د.قنديل أن الحكومة الحالية هى من الشعب وتعمل لصالح الشعب فعائد الإجراءات والسياسات التى تقوم بها الحكومة يذهب إلى شعب مصر بكل فئاته دون تمييز.
ودعا قنديل إلى استعادة روح ثورة يناير التى جمعت المصريين حول هدف واحد تحقَّق فى 11 فبراير 2011، مؤكدًا أن تحقُّق هذا ما كان يجب أن يكون بداية للفُرقة والاختلاف بين شركاء الأمس فما زال هناك الكثير من الأهداف التى تتطلب التوحّد والتعاون بين مختلف القوى السياسية سواء مَن هم فى صفوف الحكومة أو صفوف المعارضة ونوّه رئيس الوزراء إلى مبادرة «دَعُونا نبنى مصر»، داعيًا إلى أن تكون نموذجًا لكيفية الاحتفال بذكرى نجاح الثورة فى إطار سلمى بنّاء بديلًا عن العنف والتخريب حتى تحقّق مصر ما يصبو إليه شعبها العظيم.
وختم قنديل بيانه بـ«حمى الله مصر وشعبها العظيم».
وكأنه زعيم الثورة.
يتكلّم قنديل عن نجاح الثورة وكأن النجاح متمثل فى أنه أصبح رئيسًا للوزراء فى حكومة ما بعد الثورة.
ولا يدرى قنديل أن الثورة فشلت وأُجهضت على يد رئيسه محمد مرسى وجماعته وحكومته التى يرأسها هو نفسه!!
ألم يسمع قنديل عن المظاهرات التى خرجت وتخرج ضد نظامه ورئيسه وجماعته وضد قنديل نفسه بعد فشلهم الذريع فى إدارة البلاد وسياساتهم التى أدَّت إلى الدولة الفاشلة التى على وشك الانهيار؟
ألم يسمع قنديل عن سقوط شهداء جدد فى ميادين مصر على يد محمد مرسى وحكومته ووزير داخليته الذى حوّل الداخلية برعاية قنديل نفسه إلى ميليشيات إخوانية تخطف الناشطين والثوار وتعتقلهم وتعذّبهم وتسحلهم.
لا أعرف كيف يجرؤ قنديل أن يقول إن «الحكومة الحالية هى من الشعب وتعمل لصالح الشعب»؟!
أىُّ شعب يقصده قنديل وقد خرج الناس ضد حكومته، وهناك اتفاق عامّ على فشله وفشلها، فحتى الموالين لمرسى وجماعته اتفقوا على ذلك؟
أىُّ حكومة تلك التى هى من الشعب وتعمل لصالح الشعب وهى مرفوضة من الشعب؟!
ويحدّثنا قنديل عن التخلّص من الديكتاتورية وحكم الفرد وانفتاح الطريق أمام إقامة نظام ديمقراطى حر فأى ديمقراطية يتحدَّث عنها قنديل والجميع يشهد الآن استمرار الحكم الديكتاتورى وبشكل أسوأ، لسيطرة جماعة سرية على الحكم، وقنديل إحدى أدواتها فى التضليل والكذب.
وكأن ثورة لم تحدث فعلًا عندما يأتينا قنديل ويقدِّم لنا دروسًا فى الثورة!
فعلًا ناس ماعندهاش دم.
وفعلًا اللى اختشوا ماتوا.
الشعب يريد الخلاص.