جبهة الظهير الصحراوى
قبل عامين أو ثلاثة من رحيل الحزب الوطنى الحاكم سابق، صاغ منظروه فى أمانة السياسات مصطلحا جديدا على الحياة السياسية والعمرانية المصرية، هو الظهير الصحراوى.. وحسب فهمى كان هذا الظهير يعنى امتدادا لكل قرية فى المنطقة الصحراوية التى تقع فى ظهرها، أو خلفها، أو فى المربع الخلفى حسب التعبير السياسي.
يعنى مثلا قرية نقادة، يصبح لها توأم صحراوى هو نقادة 2، أو نقادة تو على طريقة عبد الفتاح القصرى، رغم أن هذا الظهير الصحراوى لا يختلف فى الشكل العام عن المدن الجديدة التى نشأت فى الامتدادت الصحراوية وغير المأهولة للمدن، مثل المنيا الجديدة، أو بنى سويف الجديدة، وهى مناطق عمرانية شرق النيل الذى لم يكن مسكونا أو مأهولا، لكن فى النتيجة النهائية تم خلق امتداد عمرانى جديد، لقرية أو مدينة موجودة بالفعل، والجديد لا يختلف عن القديم كثير.
تذكرت قصص الظهير الصحراوى والمدن الصحراوية الجديدة، وأنا أشاهد كومبارس الإخوان المسلمين، وهم يجتمعون فى ساقية الصاوى ليعلنوا تدشين ما أطلقوا عليه جبهة الضمير، وبما أن هذه الجبهة المزعومة ليست أكثر من ظهير صحراوى لجماعة الإخوان المسلمين، فأنا أقترح على تنتون وتنتن، أى بلتج وعريونة، تغيير مسمى جبهة الضمير الذى لاينطبق اسمه على جنينهم المشوه، ليصبح جبهة الظهير الصحراوى الإخوانى.
فى جبهة الظهير الصحراوى، يجتمع شيئ يسمى حزب الحضارة لا يوجد فيه غير شخصين، وبلتج وعريونة، عن الإخوان بصفتهما وبالأصالة عن الجماعة، ثم الجماعة الإسلامية التى ارتمت دون مقدمات فى أحضان الإخوان، والله ينور عليه أيمن نور وحزبه غد الثورة، الذى لا يحمل من أمارات الثورة أى شيئ على الإطلاق، ثم شخصيات أخرى ذات ملامح غائمة قبلت أن تلعب دور المحلل فى اللجنة التأسيسة لكتابة دستور الإخوان، وحصلوا على مكافأت فورية بتعيينهم فى مجلس الشورى، وأصبحوا ضيوفا علنيين او مستترين فى حوار مرسي الذى يجرى بين الأخوة والأشقاء أصحاب الأجندة الواحدة والتيار الواحد والظهير الصحراوى الواحد.
ذهب الحزب الوطنى أدراج الرياح، وحلته محكمة هى غير مختصة، وقبل ان يذهب هذا الحزب، كان قد أخذ معه مسمياته العبقرية خاصة الظهير الصحراوى العمرانى لقري الصعيد، وأحزاب الظهير الصحراوى التى كانت معارضته المستأنسة.
تغيرت خريطة الحياة السياسية فى مصر، وجاءت أحزب جديدة، وخرج الإخوان من القمقم، لكنهم يصرون على أن يكونوا حزبا وطنيا جديدا، بنفس التصرفات، والإبداع فى الغباء، وارتكاب نفس الأخطاء، لذلك سيرحلون أسرع مما توقعوا ومعهم جبهة ضميرهم، جبهة الظهير الصحراوى.. لأننا فى مصر لا نعشق المستنسخات، ولا نفضل خيال الظل، و لا حتى المقلدين غير المبدعين الذين وقعوا فى غرام عدوهم وحليفهم السابق إلى حد المرض، وإلى درجة الظهير الصحراوى.