أرجوك اقرأ النص التالى:
«.. الحقيقة أنا أشعر بغصة أن أقول الرئيس محمد مرسى، وعشان المسائل تبان واضحة ومش متروكة للاستنتاج، فالذى يفعل هذا الفعل ويُقدم على هذا الأمر ويصرّ على هذه الفرعونية ويعلن نفسه مستبدا ويهلل لديكتاتوريته مهلِّلُوه ومنافقوه وأفَّاقوه زاعمين كاذبين أنها (ديكتاتورية) مؤقتة، لا بد لما أذْكره أذْكره بلقبه العلمى لأن لقبه السياسى وشرعيته القانونية، قانونية بتاعت القوانين، إنما شرعيته السياسية عندى كمواطن وككاتب وصحفى لا أعتقد أنه يمكن أن ألقبه إلا بالديكتاتور أو الفرعون، وتخفيفا للأمر واحتراما للسن ح نشتغل ونقول الدكتور محمد مرسى.. ولما ييجى الكلام عن قراراته وسياساته فهو فرعون يرى فى نفسه فرعونا، وها هو يستخفّ بشعبه كما استخفّ الفرعون.. وبالمناسبة، لا يغرنَّك صلاة أو صيام أو زكاة.. لا يغرنَّك خطب جمعة (لأنه) فى الدولة الإسلامية الفراعنة اللى كانوا بيحكموا باعتبارهم رموز الله فى الأرض، كانوا بيروحوا الجوامع برضه، صحيح مابيأمّوش المصلين لكن بيخطبوا، ويدعولهم فى الصلوات.. يعنى كانوا شغالين برضه زى ما مرسى مشغل دلوقتى خطباء المساجد فى تكفير الآخرين.. قصة ولعبة سخيفة من جماعات عاشت على الاستبداد وعاشت على الديكتاتورية، وفى الآخر (هما) أحرار، جماعة الإخوان راضية أنها تسمع وتطيع قادتها.. راضية أنها تنفّذ وتسكت خالص ولا تناقش ولا تجادل، هيّة راضية إحنا مالنا، إنما تَمَشّى (الكلام ده) علينا لأ.. الإخوة الإخوان اللى بيقعدوا يكتبوا وشغالين فى الجرايد الإلكترونية وكتائب خيرت الشاطر اللى قاعدة تجرى ورا أى استفتاء وتطلع تقول: الشعب موافق، كذب وتزوير.. اللى بيزوّر يا مهندس يا خيرت يا شاطر فى مواقع الإنترنت واستطلاعات واستفتاءات النت ح يزوّر لنا فى الواقع وحَ يزوّر فى الانتخابات، لا ثقة بجماعة مزوِّرة، وزمان الحزب الوطنى كنا بنهاجمه علشان بيزوَّر ضدكم، لكن بالتأكيد ما نراه الآن جماعة تتمَثَّل الحزب الوطنى تماما، وسجينا يقلد سجانه ويصبح هو بدوره سجانا مأمورا للسجن..».
«الإخوان بيسمعوا لبعض وبيطيعوا بعض، هما أحرار.. يكشى يطلع منهم أحمد سبع الليل (بطل فيلم «البرئ») من هنا لبكرة.. جنود أمن مركزى مابتفهمش، غير دول أعداء الوطن، فينزلوا ضد أعداء الوطن، ويبقى دول أعداء الإسلام فينزلوا ضد أعداء الإسلام.. خلّيهم يسعدوا بما هم فيه من محنة عقلية، إنما علينا إحنا الشعب على الأمة.. لأ العبوا غيرها.
أنتم مش أغلبية، الإخوان مش أغلبية، الوهم اللى فى ذهنكم ده أرجوكم (انسوه) أنتم مش أغلبية، لا كنتم ولا ح تكونوا أغلبية رغم انتخابات العار والعوار اللى فاتت بتاعة البرلمان اللى اتحلّ وراح فى ستين داهية.. محمد مرسى واخد خمسة وعشرين فى المئة، خمسة ونص مليون (ناخب) ده أقصى حاجة.. اللى بعد كده، الواحد فى المئة اللى انتم عاملين علينا أغلبية بيه ده جاء بالقهر وكراهية الناس بعضها لبعض.. فصائل كتير جدا انتخبت مرسى كراهية فى شفيق، زى اللى انتخبوا شفيق كراهية فى مرسى، ولا يخوِّل لمحمد مرسى أن يغير شكل مصر ويدّعى لنفسه سلطان هاؤم اقرؤوا كتابيه، ها هم سلطانيه، سُلطَانيه، سلطَانيه.. لأ ده سُلطانيَّة..». الآن أنت قرأت هذا الكلام، إن لم تكن قد رأيت وسمعت بنفسك الصديق الزميل إبراهيم عيسى وهو يقوله على الهواء مباشرة فى برنامجه التليفزيونى الناجح «هنا القاهرة» بمناسبة إقدام فضيلة الشيخ محمد مرسى على إصدار إعلان سلطانى غير دستورى عيَّن بمقتضاه نفس فضيلته «شبه إله» لا يُسأل عما يفعل لصالح جماعته السرية المستخبية فى مغارة المقطم.. فهل لاحظت حضرتك فى هذا الكلام أى إساءة من أى نوع للإسلام أو لأى دين آخر خلقه ربنا؟!
طيب، ما رأى سعادتك أن العبد الفقير لله كتب هذا السطور وأنهاها بسرعة قبل الذهاب مع الصديق إبراهيم إلى النيابة لحضور التحقيق معه فى بلاغ تعبان قدمه لمعالى جناب «النائب الخصوصى» بضع عشرات قليلة من الأساتدة المبجَّلين أتباع الست الجماعة المذكورة الذين يمارسون هواية (لست متأكدا إن كانت هواية أم «شغلانة») ملاحقة خلق الله المعارضين للست و«ذراعها»، بسيل جارف من بلاغات ومذكرات ووشايات لا يفوق بؤسها إلا شذوذ وفداحة الاتهامات التى يكدسونها فيها، مثل اتهام إبراهيم عيسى بأنه ارتكب فى النص المنشور أعلاه جريمة «ازدراء»، ليس فضيلة الشيخ مرسى بل الدين الإسلامى الحنيف شخصيا(!!) ومن ثم طلب التفتيش فى ضمير إبراهيم وشق صدره وفتح قلبه والتنقيب فيها بحثًا عن دليل أو إشارة لهذا الازدراء المزعوم!
ضاق المجال، وليس عندى ما أعلق به على ذلك الازدراء الفاحش للعقل والضمير والأخلاق سوى نكتة لاحظتها وأنا أقرأ فى أوراق البلاغ، إذ اكتشفت أن واحدا من السادة الأجلاء الذين قدموه حرص على منح نفس سيادته صفة العضوية فى «اللجنة العامة لحقوق الإنسان بنقابة المحامين»!!
هل تعتقد أن النكتة المضحكة هى أن رجلا عضوا فى جناب «اللجنة العامة لحقوق الإنسان» يلاحق الناس بالوشايات والبلاغات؟! لا، للأسف،النكنة ليست هنا وإنما المضحك حقا أن نقابة المحامين ليس فيها أصلا لجنة بهذا الاسم، لا «عامة» ولا«خاصة».. كل عام وأنتم بخير!