منذ أن جاء الدكتور مرسى إلى رأس السلطة – أى مايقرب من 7 شهور والبلاد تتعرض إلى السحل، والسحل هنا ليس له معنى واحد ومباشر بل معانٍ عدة، ظهر فى سحل المواطن صابر أو مواطن المحلة حمادة الأبيض من قبل رجال شرطة مرسى الذين حركهم وزير داخلية الإخوان أمام قصر الاتحادية، إنما المقصود بالسحل هو ممارسة الحكم كتحكم فى العباد عبر استخدام كل أدوات القمع والسخرة، سواء كان ذلك عبر تشريعات مسلوقة أو استخدام قوة القمع عبر قوات نظامية تابعة لدولة مصر إلا أنهم – أى رجال الإخوان فى السلطة – نجحوا فى السيطرة عليها وتوجيهها لصالح جماعة الإخوان المسلمين، أو عبر ميليشيات إخوانية مثل المجموعة 95 وغيرها تعمل على بث الرعب فى قلوب المواطنين، وعبر تلك الوسائل يتم تحويل حكم البلاد لصالح العباد إلى تحكم فى رقاب العباد، وعندها تتحول صناديق الانتخاب التى طالما تفاخروا بها إلى صناديق نعوش تحمل زهور وزهرات شباب مصر الرافضين لسلطة التحكم.
لذلك فإن ماحدث للمواطن المصرى المسحول لم يكن تعبيرا عن حادثة فردية، إنما كان تعبيرا عن نهج منظم ومخطط لإدارة جماعة الإخوان للبلاد ودليلنا على ذلك العديد من الوقائع التى ليس أولها ما تعرضت له سلطة القضاء فى مصر، ثم تلا ذلك الحصار الذى فرض على المحكمة الدستورية من قبل ميليشيات الإخوان وبعدها تفصيل نص دستورى بغرض استبعاد شخصيات بعينها من المحكمة الدستورية وعلى رأسهم المستشارة تهانى الجبالى.
وجاء بعد ذلك الحصار الذى فرض على مدينة الإنتاج الإعلامى والذى حاول فيه الحازمون بث الرعب فى قلوب الإعلاميين، ويتكشف لنا من خلال تلك الواقعة طريقة تقسيم الأدوار بين جماعات الإسلام السياسى، كما تبين ذلك من خلال ما يطلق عليه الحوار الوطنى الذى قاده مكى، كما تبين ذلك من خلال صنع مايسمى بجبهة الضمير وهكذا. لم يكن ذلك فقط تعبيرا عن جمهورية السحل الإخوانية، بل علينا أيضا أن نذكر معسكرات تعذيب الأمن المركزى واعتقال 144 طفلا فيها وإطلاق الرصاص الحى والخرطوش على أهل مدينة بورسعيد إلى أن وصل عدد الشهداء فيما يقارب أسبوعا 70 شهيدا تقريبا، والتحرش الجماعى المخطط والمدبر بحرائر مصر بغرض كسر الإرادة وقتل حلم الاستقلال لدى المرأة المصرية أى لدى نصف المجتمع، وأزيد عن ذلك محاولة الزج بالمواطنين المصريين المسيحيين الذين يطلق عليهم من قبل بعض الجماعات الإسلامية مصطلحات كالصليبيين حتى يتم فرض العزلة عليهم مرة أخرى كما كان واقعنا فى عهد المخلوع، هكذا تتوالى علينا سلسلة من حلقات السحل الفردى والجماعى بغرض الحصار والعدوان على مؤسسات وشرائح اجتماعية فى المجتمع المصرى وكل ذلك بغرض تمكين الإخوان عبر التحكم فى رقاب العباد من مواطنى مصر العظيمة.
لذلك وللأسف نبشر الشعب المصرى بأن سحل صابر لن يكون الأخير وإنما بداية طريق ندعو الله ألا يكون طويلا ومؤلما.
■ بعد سقوط الدم لا شرعية للصناديق.