الدنيا تظلم حول الإخوان. وكل الحسابات وكل الخطط والتحركات العلنية والسرية كلها. كلها فشلت. وتلخبط الغزل السياسى الذى كان يغزله مكتب الإرشاد ظنا منهم أن الغرب والأمريكان يوافقون على كل تحركاتهم داخل الدولة. فى البداية الضوء الأخضر كان مضاءً فاستغله الإخوان للتمكين. وبدؤوا فى خطط أخونة الدولة، وقد تم إلى الآن تعيين 14 ألف إخوانى فى مؤسسات الدولة المختلفة. وهم الآن يتسربون إلى الكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة بأعداد قليلة. لكن خطتهم فى المستقبل هى الدفع بأربع دفعات كاملة على مدار أربع سنوات ليمكنهم السيطرة على القيادات الصغيرة فى تلك المناصب الحساسة فى الدولة. لكن تاريخ مؤسسة الدولة المصرية بطبيعته وقيمه وأيديولوجيته يقف حاجزا ومعطلا لتنفيذ تلك المخططات. وإن كان إلى الآن يعطل سرعة تنفيذها فقط. وتكرار المحاولات قد يثمر عن تغيير تلك الهويات على المدى الطويل. وفور فشل خطط الإخوان وشعورهم بالخطر القادم وأيقنوا ذلك من سياسة الأمريكان والغرب الأوروبى تجاههم. فبدؤوا فى إظهار العين الحمراء للشعب كله. وهناك لدى الإخوان ثلاثة فرق للأعمال القذرة. هى: فرقة الموت الخاصة بالاغتيالات. التى يقوم بها عناصر من عز الدين القسام الفلسطينية وقائدهم مروان عيسى كان فى زيارة لمكتب الإرشاد منذ ثلاثة أسابيع وقضى فى المكتب أربع ساعات تقريبا. وبمتابعة زيارة هذا الرجل إلى مكتب الإرشاد. نعرف أنها زيارة شؤم، حيث يتبعها عدة اغتيالات تتم بعناية وباختيار محدد لشباب خطر على الجماعة وعلى مستقبلها. كما أنهم شباب يلعب دورًا مهما فى الحشد وعلى صلات واسعة بجهات مصرية وطنية مهمة. تلك الاغتيالات رسائل إلى قوة مضادة. ومن يقوم بالاغتيال يستخدم «خرطوش» قريب الشبه بخرطوش الداخلية، لكن حجم الكرات أكبر من أسلحة الداخلية، وهو ما ظهر فى قتل الشاب الجميل محمد كريستى. أما الفرقة الثانية فهى فرقة التحرش. وهى الأخرى تختار بعناية السيدات والفتيات من جميع المتظاهرات فى الميدان. وتلك التحرشات رسالة أخرى مهمة. تقول إننا نعرف جيدا من هن القوة المؤثرة الموجودة على الأرض. أما الفرقة الثالثة فهى فرقة الفوضى. وهى المتخصصة فى الحرائق والسلب والنهب التى نراها. وكثير منا يتعجب من هؤلاء ولا يعرفونهم على الإطلاق. وتسمع أننا رأينا شبابا لا نعرفهم وليسوا من أهل المنطقة أو من أهل المدينة. وتلك الفرق الثلاث. المسؤول عنها فى مكتب الإرشاد هو القيادى الدكتور محمود عزت المسؤول عن التنظيم داخل الجماعة، وعندما بدأت رائحته تفوح. بدأ فى الظهور الإعلامى لينفى عن نفسه تلك الاتهامات التى لا يسأل عنها بشكل مباشر. وعندما زاد الحد على المعتاد أو المسموح وظهر الغباء الإخوانى البليد. بدأت التحركات الخارجية والداخلية للتحذير من تلك الفرق. يتبعها ظهور فرق موت مضادة. البلاك بلوك. وهى فرقة قدمت للناس محروقة. غطاءً وتمهيدًا لما قد يحدث. فمن غير المنطقى أن تعلن فرقة اغتيالات أو ردع عن نفسها وعن تحركاتها وأعضائها. بل هم غطاء لما قد يحدث. فعند وقوع عنف أول ما ينظر إليه هى تلك المجموعة التى فى الصورة. سيكونون هم المتهمون. هذا هو كل دورهم التمويه لما يتم فى الخفاء. وفى نفس توقيت تلك التحركات. زار السفير البريطانى خيرت الشاطر فى مكتبه بمدينة نصر يوم الأربعاء قبل الماضى، وبالمناسبة السفير كان على علاقة مقربة من الشاطر منذ أن كان الباشمهندس يحصل على الماجستير فى جامعة كمبريدج. واستمر اللقاء ثلاث ساعات كاملة. وقام الشاطر بتوصيله إلى باب الخروج. وأهم ما دار فى الحوار هو الضغط على مكتب الإرشاد بإعادة التوافق بين الجماعة والقوى الوطنية، ولا بد من التنازلات كى تستطيع البلاد أن تمر من أزمتها التى تمنع الاستثمارات من الدخول. وقد تطرق الاجتماع إلى مشروع قناة السويس وسيناء وحماس للضغط عليها للعمل السياسى مع منظمة فتح. وقد طلب الشاطر مهلة للتنفيذ فالوقت ليس فى صالحهم. وبعد ذلك اللقاء ذهب مرسى إلى قيادات المجلس العسكرى ثم قيادات الشرطة. وكان هناك تلميحات خلاصتها لم ميليشياتكم لأن الأمر أصبح خطرا على الأمة المصرية. الآن المؤسسة العسكرية ابتعدت تماما عن الحياة المدنية كما طلبها الإخوان أول من اخترعوا شعار «يسقط يسقط حكم العسكر». ولو حلت أزمة السولا خلال هذا الأسبوع. سنعرف أن الأزمة السياسية فى الأعلى قد حلت. وأن الصفقة تمت. ولو امتدت فأيام الإخوان فى الحكم معدودة. وستظهر اغتيالات عديدة. من هنا ومن هناك. رأس من عندنا ورأس من عندهم. العين بالعين والسن بالسن والكبير بالكبير. وفى دول أخرى عندما تدخل البلاد تلك الأزمات التى نعيشها. يتم اغتيال الرئيس، وهو ما لا أتمناه فى مصر. لكنه يحدث أحيانا. التاريخ يقول ذلك!
الإنذار الأخير
مقالات -
نشر:
10/2/2013 10:37 م
–
تحديث
11/2/2013 10:11 ص