أ ش أ10 فبراير 2013 10:32 ص
تسببت حالة عدم الاستقرار التي تعانيها البلاد حاليا إلي جانب عدم توفير التمويل اللازم في توقف تصوير عدد كبير من الأعمال الدرامية وإرجاء تصوير عدد آخر لحين استقرار الأوضاع، وهو الأمر الذي يهدد بانخفاض عدد المسلسلات التليفزيونية التي سيتم عرضها خلال شهر رمضان المقبل.
وأجمع عدد كبير من الكتاب والنقاد، في تصريحات للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، على أن انخفاض عدد الأعمال الدرامية التي سيتم تقديمها خلال شهر رمضان المقبل بسبب توقف عملية الإنتاج الحكومي أو الخاص، بسبب الأوضاع الراهنة أو لأسباب مادية، يصب في صالح المشاهد بشرط أن تكون أعمال ذات قيمة ومضمون.
ويرى السيناريست الكبير مصطفى محرم،أنه على الرغم من انخفاض الأعمال التليفزيونية المقرر أن تخوض سباق الدراما الرمضانية المقبل مقارنة بالعام الماضي،إلا أن هذا الانخفاض لن يؤثر على مستوى الدراما،مشيرا إلي أنه من المقرر أن يخوض نحو أكثر من 30 عملا تليفزيونيا سباق دراما رمضان وخاصة في ظل استكمال عدد كبير من جهات الانتاج تصوير مجموعة غير قليلة من الأعمال والتي بدأت تصويرها العام الماضي.
ودعا إلي ضرورة إعادة النظر في محتوى ما يتم تقديمه من موضوعات والتعامل بحرفية خاصة فيما يتعلق بمعالجة الموضوعات الرومانسية المليئة بالأحداث المليئة بالعنف على عكس الأعمال الرومانسية التركية.
وشدد على ضرورة إعادة النظر في توزيع الأعمال التليفزيونية على مدار شهور السنة بدلا من الاقتصار على عرضها خلال شهر رمضان على أن يتم عرض نحو ثلاثة مسلسلات جديدة بصورة شهرية ورفع عدد الأعمال بالشكل المناسب في شهر رمضان إلي نحو 15 مسلسلا إلى جانب الحرص على التنويع في الموضوعات التي يتم تقديمها والاهتمام بسياسة الكيف وليس الكم إذا أراد صناع الدراما منافسة الأعمال التركية ذات الجماهيرية الكبيرة.
وطالب السيناريست الكبير مصطفى محرم، بضرورة التخلي عن فكرة النجم الأوحد الذي يستأثر بنسبة مرتفعة من ميزانية التصوير وتخصيص نسبة ضئيلة للانفاق على العمل وباقي النجوم ككل وهو الأمر الذي يؤثر على جودة الدراما في نهاية الأمر.
واتفق الكاتب والسيناريست الكبير محمود الطوخي في الرأي على ضرورة إعادة النظر في الأجور التي يتقاضاها النجوم وتطبيق حدين أقصى وأدني لها في الفن،لافتا إلي أن حصول النجم على نسبة كبيرة من ميزانية العمل يؤثر على عملية التصوير وبالتالي جودة الصورة التي تتفوق فيها الدراما التركية.
وقال إن التركيز على تقديم أعمال محددة ذات قيمة تستهدف احترام ذوق المشاهد والسمو بقيم المجتمع التي أصبحت مهددة بالضياع ومناقشة قضايا تمس الناس وتعالج العديد من السلبيات في المجتمع.
وأشار إلي أن الأحداث الراهنة والنواحي المادية تسببت في تأجيل تصوير ثلاثة أعمال تليفزيونية هذا العام،ويرى أن انخفاض الأعمال التليفزيونية هذا العام لن يكون العامل المؤثر على مستوى الدراما، وإنما جودة النص أوالمضمون.
من ناحيتها،اعتبرت الناقدة ماجدة موريس أن انخفاض الأعمال التليفزيونية التي ستخوض سباق دراما رمضان أمر اضطراري ومنطقي،موضحة أن الدراما شأنها شأن أي نشاط اقتصادي ومن الطبيعي أن تتقلص لأن عملية التصوير تتطلب أجواء الاستقرار،مشيرة إلي ضرورة توافر عملية التمويل إلي جانب الاستقرار في آن واحد.
وقالت ماجدة موريس،إنه في ظل أوضاع عدم الاستقرار، فإن رأس المال يتراجع،الأمر الذي يؤثر بدوره على كم الأعمال التي يتم إنتاجها، موضحة في الوقت ذاته أن عدد الأعمال الدرامية هذا العام لن ينخفض بالشكل المؤثر، نظرا لأنه تم الانتهاء من تصوير مسلسلات لم يتم عرضها لرغبة صناعها في توزيعها بشكل جيد وهو الأمر الذي كان صعبا العام الماضي في ظل كثافة الأعمال الدرامية لكبار نجوم الدرورأت الناقدة ماجدة موريس أن المستوى الفني للدراما هذا العام ومقارنته بمستوى الأعمال التي تم عرضها العام الماضي مثل مسلسلات "الخواجة عبد القادر" و"نابليون والمحروسة" سيكون هو الفيصل في الحكم على نجاحها،معربة عن توقعها بظهور أعمال جيدة المستوى هذا العام.
وقالت الناقدة ماجدة موريس":"أتصور أن عدد الأعمال الدرامية التي يتم إنتاجها كل عام أكثر من طاقة استيعاب المشاهد والقنوات أيضا،لذلك يفضل بعض أصحاب الأعمال الدرامية أن يتم تخزين أعمالهم كي لا تسوق بثمن بخس أو تظلم،على أن تعرض في العام التالي وهو ما حدث بالفعل".
وأشارت إلى ظهور العديد من الايجابيات فيما يتعلق بشأن تطور الدراما مثل ظهور وجوه جديدة واعدة وإتاحة فرص مناسبة لها واستطاعتها إثبات ذاتها سواء في التمثيل أو التأليف أو الإخراج،داعية في الوقت ذاته إلي ضرورة إعادة النظر في المنظومة الانتاجية التي لن تتغير إلا بتغير علاقات الانتاج.
ونوهت إلى أن التغيير المنشود في منظومة الانتاج سيحدث بمرور الوقت وبقدر استقرار الأوضاع في البلاد وتقدير السلطة ونظرتها للفن بشكل عام،ولفتت إلي أن ارتفاع أجر النجوم دفع صناع الدراما إلي الاعتماد على البطولات الجماعية.
وقالت ماجدة موريس إن الأتراك ليسوا متفوقين بشكل مطلق في الدراما،مشيرة إلي أن المسلسلات التركية نجحت في جذب الجمهور لها نظرا لاقتراب الثقافة التركية وتشابهها في العديد من النواحي مع الثقافة المصرية،إلى جانب استغلالهم للطبيعة التركية الخلابة وجودة التصوير في تنشيط حركة السياحة.