ومعانا على التليفون الأستاذ عبدالحق الحقانى الفيلسوف الشهير.. آلو.. آلو.. أهلاً يا أستاذ حقانى.. من فضلك وطّى صوت التليفزيون شوية.. آلو.. ممكن تشرح لنا حضرتك فهمك لما حدث من تعرية مواطن وسحله.. اتفضل. حضرتك على الهوا دلوقت.
- الفخهعالىيودا.. فشاخوه، افحدانمت اللى شفتوهاسير.
- الصوت وحش يا جماعة.. لحظة يا أستاذ حقانى.. آلو.. أيوه كده كويس.. سامعك.
ــ فى هذه الواقعة المحزنة، حدث سوء تفاهم لغوى ترتبت عليه هذه الإساءة الكبيرة لسمعة مصر.. كما سبب آلاماً كبيرة للمصريين جميعاً.. الحكاية أن المواطن المذكور كان يجلس على مقهى صغير اسمه « مقهى الاتحادية» وهذا المقهى يجلس عليه مواطنوه من قرى سوهاج ودشنا.. تصادف أن صاحب المقهى خريج كلية دار العلوم، وكان من عادته أن يتحدث بالعربية الفصحى مع زبائنه، الليلة كانت قارسة البرد كما تعرف، كان المواطن المدعى بسحله يريد أن يشرب مشروباً ساخناً، فطلب سحلباً.. وبعد أن شربه طلب له أحد مواطنيه مشروباً آخر، فقال: شكراً.. لقد سحلبونى. قالها متأثراً بطريقة صاحب المقهى فى استخدام الفصحى.. كلمة «سحلبونى» هذه التى يفهم منها أنه قد شرب سحلباً، سمعها صديقه «لقد سحلونى»، ففهم خطأ أنه قد تم سحله.
- يا أستاذ.. لقد شاهده العالم كله عارياً كما ولدته أمه.. كما رأينا جنود الشرطة وهم يسحلونه على الأرض.. كل ذلك شاهدته الكاميرات وسجلته ونقلته للعالم.
ــ آه الكاميرات.. تصدقون الكاميرات المصنوعة من الحديد والبلاستيك والزجاج وتكذِّبون إنساناً من لحم ودم.. إنساناً مصرياً صنع حضارة العالم، ولم تتوقفوا لحظة واحدة لتسألوا أنفسكم: من صنع هذه الكاميرات؟ أليست أمريكا؟.. العدو الأبدى لنا هى والصهيونية العالمية؟
- يافندم السؤال هو: هل خلعوا عنه كل ملابسه ثم سحلوه على الأرض أم لا؟
ــ أقول لك سحلبوه.. يعنى سقوه سحلباً.. تقول لى سحلوه.. ما بتعرفوش عربى؟
- طيب.. خليك معانا حضرتك.. معانا دلوقت المواطن اللى اتعرّى واتسحل.. آلو يا مواطن.. ممكن تحكى لنا اللى حصل لك؟
ــ اللى حصل لى ما يتحكيش يا بيه.. ضربونى وقلعونى هدومى وقعدوا يجرونى على الأرض والمية ما تطلعش فى العالى يا بيه، بصراحة أنا كنت خايف منهم.
- هل حدث أنك شربت سحلباً وقلت لأحد زملائك إنهم سحلبوك.. هل الأستاذ عبدالحق لسه معانا؟ إيه رأيك يا أستاذ.. آلو..؟
ــ أيوه معاك ولكنى لست معك فى تفسير المعنى وراء خلع هدوم المواطن.. التعرية هى رمز فى كل اللغات والثقافات للبحث عن الحقيقة والرغبة فى الوصول إليها.. أن تعرىّ شخصاً أو قضيةً أو موقفاً، معناه أنك تريد الوصول إلى الحقيقة.. هذا هو بالضبط ما فعله جنود الشرطة.. لكن المواطن على الأقل اعترف بأنه قد شرب سحلباً.. عتاغمخ، فللاربهع.. خشسفغع.
- آلو.. آلو.. الخط قطع.