ايجى ميديا

الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمعة لحس الأكواع

-  

جاء وقت على الأشقاء فى السودان، وكان ذلك فى يوليو الماضى، قرروا فيه اللحاق بقطار الربيع العربى، فخرجوا فى مظاهرات تطوف العاصمة السودانية، وسائر المدن حولها، وكانوا يطالبون فى مظاهراتهم، التى كانت تزداد يوماً بعد يوم، بإسقاط نظام الرئيس البشير.

وقد خرج مسؤول سودانى كبير وقتها، أظنه نائب الرئيس، وراح ينصح المعارضين بأن يتوقفوا عن مظاهراتهم، وعن مطالبهم، وقال إنه أسهل لكل متظاهر بينهم أن يلحس كوع يده من أن يتمكن مع باقى رفاقه فى المظاهرات من إسقاط النظام الحاكم!

وكان المسؤول السودانى إياه، وهو يقول هذا الكلام، يريد أن يقول لمعارضى الرئيس البشير إن إسقاطه بالتظاهر مسألة مستحيلة، وإن استحالتها تشبه استحالة أن يتمكن الإنسان من لحس كوع يده، وهو أمر مستحيل فعلاً، لأنك إذا جربت أن تصل بفمك إلى كوعك فلن تتمكن مهما فعلت، وسوف تكتشف أن فمك لا يصل إلى كوعك، وأن كوعك لا يصل إلى فمك، مهما كان!

والطريف أن المتظاهرين هناك خرجوا فى الجمعة التالية، فى مليونية حاشدة أطلقوا عليها شعار: جمعة لحس الأكواع!.. ومن الواضح الآن، بعد مرور عدة أشهر، أنهم لم يتمكنوا من تحقيق الهدف الذى سعوا إليه، منذ البداية، إذ لا يزال الرئيس السودانى على كرسيه، ولاتزال «المصرى اليوم» صباح أمس تذكر أن 38 حركة وحزباً، قد دعت إلى الاحتشاد، اليوم، تحت شعار «جمعة الرحيل».. وفى المقابل، فإن الدكتور أحمد عارف، المتحدث باسم جماعة الإخوان، قد شبّه المعارضة بـ«بنى إسرائيل»، وقال إن موقفها تنطبق عليه الآية الكريمة التى تقول: «أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه».

الآية تعنى فى ظن الدكتور عارف أن المعارضة تطمع فى كرسى الدكتور مرسى، وهو هاجس يلاحق «الجماعة» منذ فترة فيما يبدو، ويجعلها تتصور أن كل المطالبين بالإصلاح فى البلد طامعون فى كرسى مرسى، وطامحون إليه، ولو أنصف «الإخوان» ولو أنهم نظروا للحكاية بشىء من الموضوعية، فسوف يتبين لهم قطعاً أن هذا الكرسى لم يعد مطمعاً لأحد، لأنه عبء هائل على صاحبه، أكثر منه أى شىء آخر، ولأنه يمكن أن يقود صاحبه، فى ظروف كهذه، إلى هلاك مؤكد، أكثر مما يمكن أن يقوده إلى أى طريق مختلف.

وإذا كان الدكتور عارف يرى القصة على هذا النحو، فهذا يعنى من بين ما يعنى أنه مع جماعته يرى فى الكرسى الرئاسى مغنماً، فى وقت تنطق فيه حقائق الأمور وطبائعها بأنه مغرم، ثم مغرم، ثم مغرم، ولا مغنم فيه!.. هذا إذا أخذه شاغله بالجدية الواجبة، وبالطريقة التى يتعين أن يؤخذ بها!

المعارضة لها مطالب عادلة للغاية، وعلى رأسها تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وتشكيل لجنة محايدة لتعديل الدستور المحزن الحالى، ووضع دستور فى مكانه، يليق بنا ونليق به، ثم تشكيل لجنة قانونية محايدة للتحقيق فى جرائم قتل المتظاهرين، التى وقعت منذ يوم الاحتفال بمرور عامين على الثورة إلى اليوم، والوصول فيها إلى مسؤول عنها نحاسبه.

وهى مطالب يستطيع الدكتور مرسى أن يستجيب لها خلال نصف ساعة من الآن، ويستطيع عندها أن يكسب فى الشارع بما سوف يفعل ولا يخسر أبداً، ويستطيع أن يوفر على نفسه وعلينا إنفاق كل هذا الجهد، وكل هذه الطاقة، وكل هذا الوقت فى مليونيات لا تتوقف، ولا تعطى البلد فرصة كى يتنفس.. مجرد يتنفس!

كان رأيى، ولايزال، أننا أحوج الناس فعلاً إلى «عام حرام» تتوقف خلاله جميع أشكال المظاهرات والاحتجاجات، لنعود بعده إلى ما نريد أن نعود إليه.. ولكن المهم أن يكون هناك عام كهذا، يستريح فيه البلد من هذا الإعياء الظاهر فى كل ركن فيه، وعلى كل باب.. وبعده.. أى بعد هذا العام الحرام، نستطيع أن نفعل ما يحلو لنا، فالمهم الآن بل الأهم أن نلتقط أنفاسنا، وأن نعطى بلدنا فرصة أن يتنفس!

وقد كان أملى، ولايزال، أن يأخذ بهذه الفكرة الدكتور مرسى، ونظامه الحاكم قبل أن يأخذ بها الثوار وجبهة الإنقاذ، لأنه إذا كانت الأطراف كلها مسؤولة، فالطرف الذى فى السلطة مسؤوليته أكبر بحكم موقعه ومكانه، وليس له أن يغتر بموضعه الذى يقف فيه، لأنه، والحال هكذا، ليس قوياً إلى هذا الحد، كما أن المعارضة ليست ضعيفة إلى هذه الدرجة التى قد يتخيلها!

التعليقات