البلد تشتعل.. ونظام حكم الإخوان لا يعير ذلك أى اهتمام.. ويصر على الاستيلاء على السلطة.
البلد تنهار اقتصاديًّا.. ومرسى ونظامه يصرون على المضى فى مخطَّطهم فى السيطرة.
البلد فى ثورة جديدة.. ومرسى ونظامه لا يهتمون ولا يدركون.. ويسيرون فى طريقهم.. ولم يتعلموا من دروس ثورة 25 يناير 2011.
كل ما يفعله مرسى وجماعته هو الدعوة إلى الحوار.. وهى دعوة لحلفائهم وحَواريِّيهم، أما المعارضة فيُصِمُّون آذانهم عن مطالبهم، التى تمثل الحد الأدنى للشارع الثائر ضد النظام الجديد.
ومع هذا يستمر النظام فى سياساته المضادة للثورة.
فهناك رفض من النظام لحكومة إنقاذ وطنى بدلًا من حكومة قنديل الفاشلة.
ويستمر النظام فى تعقُّب الناشطين.. وتحويل الشرطة إلى أداة فى يد النظام لقمع السياسيين واعتقال الناشطين وضربهم وتعذيبهم وسحلهم.
ومع هذا لم يتخذ النظام أى موقف من وزير الداخلية ويحافظ عليه بعد عملياته ضد المتظاهرين.. بل إن محمد مرسى يشكر الشرطة على تلك الأفعال كأنه لم يتعلم الدرس من مظاهرات ثورة 25 يناير 2011 التى أسقطت حسنى مبارك وشرطته نتيجة عنفها ضد المتظاهرين.
وكأن الثورة لم تقُم.
ولا يدرى محمد مرسى أن الثورة خلال العامين الماضيين ولّدت جيلًا جديدًا يُصِرّ على حقه فى تلك الثورة.. وأنه لن يتنازل أبدًا عن أهدافها حتى لو سالت دماؤه فى الميادين.
فما زال العيش.. لم يتحقق...
والحرية.. لم تحقق.
والعدالة الاجتماعية.. ليس هناك بصيص فى تحقُّقها تحت حكم الإخوان.
لقد تم استبدال بيافظة مبارك والحزب الوطنى فى السلطة قبل الثورة، يافطة محمد مرسى وجماعة الإخوان بعد الثورة.. بنفس السياسات وربما أسوأ، إذ تم الكشف خلال فترة حكمهم عن عجزهم وبَلادتهم وقصر نظرهم فى إدارة البلاد.
فما زالوا يصرون على إبقاء النائب العام الخصوصى الذى تم تعيينه بقرار من محمد مرسى.
ويريدون قانونًا بمنع التظاهر.
ويمنحون التشريع لمجلس «باطل» برئاسة صهر محمد مرسى ليمرر التشريعات التى يريدها الإخوان لتثبيت حكمهم والمداراة على فشلهم الذريع فى إدارة الدولة.
ويتغطون الآن بقوى خارجية وتحديدا أمريكا وإسرائيل.
واستعاد مرسى دور السمسار الذى كان يمارسه حسنى مبارك فى القضية الفلسطينية.. ولعله أثبت نجاحًا عظيمًا وفقًا للأمريكان فى الهدنة بين حماس وإسرائيل (وراجعوا كل شهادات المسؤولين الأمريكيين وآخرهم وزيرا الخارجية والدفاع أمام الكونجرس فى حق محمد مرسى).
ولم نعد نسمع من الإخوان شيئًا عن القضية الفلسطينية وتحرير القدس و«خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود».
لقد أهان محمد مرسى الثورة مع جماعته.
لقد أهان محمد مرسى منصب الرئاسة.
وأهان محمد مرسى بسياساته.. شرعية ما يدَّعيه الصندوق.
لقد بات واضحًا أن محمد مرسى ليس بيده شىء وإنما هوم مندوب الجماعة فى قصر الرئاسة.. ولا يستطيع أن ينفكّ عن الجماعة وأن يكون رئيسًا لكل المصريين.
ومن ثم كان استخدام العنف ضد الثوار.
واستخدام الطوارئ وحظر التجوال فى مدن القناة.
والتهديد والوعيد بقوانين سيئة السمعة.. ومصادرة الحريات.
الشعب يريد الخلاص.. ويريد كرامته.