لا الخطب الرئاسية، ولا القمم الإسلامية تُبيض الوجه.. لا شىء يحسن صورة الإسلام، غير الفعل الحقيقى.. الرئيس مرسى تحدث عن احترام حقوق الإنسان، والحريات لكل بنى البشر.. قال أمس إنها «مبادئ عالمية متفق عليها» ومعيار حقيقى للحضارة.. فى الواقع يتصرف الرئيس بطريقة أسوأ.. سحل وقتل وتعذيب على باب القصر.. أصبحنا بلد جنازات.. الجبل الأحمر تحول إلى جهنم حمراء!
مفارقة غريبة تتواكب مع القمة الإسلامية.. واقعة سحل حمادة صابر.. حدثت على باب القصر.. وقائع قتل وتعذيب الثوار، حدثت على باب الرئيس.. قيادات العالم الإسلامى تعرف الخطابة.. لا تعرف الحريات ولا حقوق الإنسان.. لا أظن أن أياً منهم سوف يشجب العنف.. مرسى يقول: الشعوب هى الباقية.. يطالب النظام السورى بقراءة التاريخ.. الرئيس مرسى نفسه يحتاج لقراءة التاريخ!
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو يحتاجون لقراءة التاريخ.. الحريات تتراجع فى بلادهم.. حقوق الإنسان عند أدنى معدلاتها.. كلهم يتحدث عن الحكم الإسلامى.. الناس فى العالم تخاف من الإسلام.. لا توجد دولة واحدة قدمت تجربة ناجحة.. إيران لم تفعل.. السودان لم تفعل.. أفغانستان لم تفعل.. تجربة مصر فى الشهور الأولى قدمت صورة دموية.. فتحت السجون والمعتقلات على مصراعيها!
الرئيس مرسى لا يفخر بشىء قدمه.. لا يشعر أنه رئيس جمهورية ثورة.. لا يستطيع تقديم نموذج ناجح.. مصر انزوت بعد الثورة.. صورتها تغيرت.. علاقاتها الدولية تحجمت.. حدود أمنها القومى تراجعت.. قدرتها السياسية تقزمت.. قدراتها الاقتصادية تنهار.. البوصلة غير واضحة بالمرة.. فى الداخل هناك شعب يريد ثورة جديدة.. ترفع الشعار نفسه: عيش حرية كرامة إنسانية!
فى قمم سابقة، كانت مصر تشعر أنها أم الدنيا.. تشعر أنها الحضن.. القادة كانوا يشتاقون إلى مصر.. كانوا يتسابقون للزيارة.. لا يرسلون المندوبين عنهم.. الآن القادة يتراجعون.. الشعب نفسه لا يشعر بجدوى القمم.. دور مصر الحضارى والتاريخى يتراجع.. الشعب مكسور ومقهور.. مازال يثور.. غاضب من سحل وتعذيب الثوار.. يريد أن يتحرك ثانية، لهدم السجون والمعتقلات!
الثورات يفترض أنها تقيم الحريات، وتهدم المعتقلات.. الثورة الفرنسية هدمت الباستيل.. الثورة المصرية توسعت فى السجون، ومراكز الاعتقال.. فى معسكرات الجبل الأحمر يموت الشباب تعذيباً، ونفخاً، وسحلاً، وكهربة.. اللى يروح المظاهرة إما أن يموت أو يُسحل.. فى القمة الإسلامية يتحدثون عن الحريات.. يتحدثون عن حقوق الإنسان.. هل نصدق خطب الزعامات، أم نصدق مشهد الجنازات؟!
الرئيس مرسى أعطى الضوء الأخضر، وتحولت مصر إلى جهنم حمراء.. قبلها بالطبع أرادوا إرهاب الإعلام، وتكميم الأفواه.. الخطة كانت مبيتة للردع.. كانت مبيتة لإخراس الثورة.. يحدث ذلك فى ظل دستور، قيل إنه دستور الحريات.. لم يكن غريباً أن تقوم قريبة الشهيد محمد الجندى بضرب نفسها بالحذاء، لأنها اختارت مرسى رئيساً.. كم منا يضرب نفسه بالحذاء، لأنه انتخب «مرسى»؟!
القمة الإسلامية لا ينبغى أن تنتهى بمواعظ.. ينبغى أن تدين العنف.. ينبغى أن تشجب وقائع السحل والتعذيب فى مصر، كما أدان مرسى سوريا.. ينبغى أن تقدم مبادرة للحرية.. تحسّن صورة الإسلام.. تخفف من نظرية الإسلاموفوبيا.. تقدم مبادرة لهدم «الباستيل» فى بلاد الإسلام.. مصر ينبغى أن تهدم معسكر الجبل الأحمر.. فوراً!