فى منتهى الغلظة هؤلاء الجالسون على مقاعد الحكم الآن فى مصر.
من أين أتوا بهذه الفظاظة والغلظة؟
الغريب أنهم لا يتعاملون بتلك المشاعر الوضيعة مع الذين عذَّبوهم وأهانوهم وأذلّوهم فى سجون الاعتقالات الطويلة، بل يوجِّهون غلظتهم وفظاظتهم إلى الذين وقفوا إلى جوارهم فى محنتهم ودافعوا عنهم، سواء السياسيين أو الحقوقيين أو الصحفيين.
ياه! ده كمان قلة أصل.
المفاجأة فعلًا فى هذه الخِسَّة التى اعتبرت نشر صور المسحول جريمة، بينما وضعوا حذاءً فى أفواههم أمام جريمة شرطة الإخوان.
لدينا هنا جماعة تعرَّت أمامنا، فوجدناها على حقيقتها تمامًا.
كذَّابة، وَليَقُلْ لى أحد متى صدَقَت.
تحترف الازدواج فى الشخصية والفصام فى المواقف.
عدوانية ظَلُومة، لا يخفق لها قلب، ولا يصحو ضميرها أمام جرائمها.
هل نحن نُشيطن الإخوان؟
أخشى أن البعض قد يرى أننا نؤخون الشيطان.
لكن الحقيقة لا هذه ولا تلك، نحن نَصِف الحقيقة كما وصفناها مع النظام السابق، حيث معظم طبَّالى النظام السابق ومنافقيه هم منافقو وطبَّالو النظام الحالى، ويستخدمون ذات عجين الفلاحة الذى يسمّونه الحياد والحكمة والتعقُّل.
ينفضح نظام مرسى وهو يَسحل ويُعذِّب ويَقتل.
وحين كان أحد من الإخوان يتعرَّض لتعذيب، أو أن يقتل النظام مثلًا عبد الحارث مدنى فى سجون مبارك، كانت تتَّهمه الجماعة بالطغيان، وتتَّهمه الجماعات الإسلامية بالكفر.
لكن طبعًا عندما يمارس مرسى ذات الجريمة يجد إخوانًا مؤيدين موافقين وجماعات إسلامية معضدة داعمة.
لماذا؟
لأنهم يرون أى مسلم غيرهم كافرًا.
لأنهم بلا ذرة من ضمير الإسلام الحقيقى ولا قِيَمه.
الحقوقيون والسياسيون والمفكرون كانوا يدافعون عن الجماعات الإسلامية والإخوان، وكانوا يقفون فى المحاكم وفى المظاهرات وفى الندوات والمحافل الدولية وفى الصحف ينددون بنظام قَتَل وعذَّب الإسلاميين وغيرهم طبعًا، فلم يحتكر الإسلاميون لقب ضحايا النظام السابق.
لكن الإخوان حين حكموا لا يملكون هذه الاستقامة الأخلاقية، والجماعات الإسلامية حين تمكَّنت لا تملك شيئًا من سماحة الإسلام ومروءة المسلم.
إن جرائم نظام مرسى عرَّت خديعة الإخوان للناس بادعاء التدين.
وكشفت أن أعضاء الجماعات والسلفيين أُصيبوا بمرض الطغيان والاستبداد وإهدار الكرامة الإنسانية من سجانيهم، ولا فرق عندى بين هؤلاء المتمسِّحين بالإسلام وبين زبانية التعذيب فى أى شىء، بل زبانية التعذيب أفضل، لأنهم لم يدَّعوا دينًا ولا تديُّنًا ولا يعطوننا دروسًا مزيَّفة فى الإسلام.
كيف سيجرؤ واعظ سلفى أو إخوانى على أن يعظ الناس منفوخ العروق ومحمَرّ الوجه عن سماحة الإسلام، بينما يقطر دم التعذيب والقتل من لحيته هو ونظامه؟
سيَقْدِر طبعًا، لأنه دَعِىٌّ أو مدَّعٍ، أما الواعظ الحق فلا بد أن يَبْرَأ من نظام مرسى ويطلب القصاص منه.
إنى أرى الدم على يدى مرسى، ولا أظن له غسلًا أو طهارة.