
عادت الاعتقالات العشوائية.
عادت سلخانات وزارة الداخلية.
عاد التعذيب الممنهج حتى القتل.
عاد عنف الشرطة لدرجة لم تكن موجودة قبل ثورة 25 يناير.
عاد اقتحام البيوت وزوار الفجر.
عاد أمن الدولة.
وعادت الشرطة فى خدمة النظام حتى ولو كان إخوانيا وضد الشعب.
لم يكن أحد يتخيل بعد ثورة 25 يناير التى خرج الناس فيها ضد نظام مستبد ومن أجل الحرية والكرامة أن تعود تلك الممارسات.
لقد خرج الناس فى ثورة 25 يناير ضد عنف الشرطة وممارساتها وتعذيبها للمواطنين حتى القتل.
لقد سقطت الداخلية فى يوم 28 يناير ولم تستطع مواجهة الشعب فى ثورته.
وسقطت أقنعة قيادات داخلية العادلى.
وخرجت مبادرات لإصلاح الشرطة بعد أن تعمدت الداخلية الانفلات الأمنى وتكاسلها فى أعمالها.
لكن لم يجرِ أى إصلاح.
وصدّعتنا قيادات الإخوان عن هيكلة الداخلية ولكن لم يفعلوا شيئًا إلا تطويعها لهم لتكون بديلا لميليشياتهم لاعتقال وتعذيب وسحل وقتل المعارضين.
عادت الداخلية ولم تفلح فى إعادة الأمن إلى الشارع.. وحتى المرور فشلت فيه.
فما زال الانفلات الأمنى قائمًا.
وداخلية اللواء محمد إبراهيم غائبة تمامًا عن الشارع، وكل همها الآن إرضاء محمد مرسى وجماعته وإلقاء قنابل الغاز ورصاص الخرطوش والحى واعتقال النشطاء وتعذيبهم حتى القتل فى سلخانات الوزارة الجديدة.
فقد عادت الشرطة لتنتقم.
عادت لتنتقم من الثوار الذين فضحوهم فى 25 يناير 2011.
وجدوا فرصة هذه المرة للانتقام برعاية محمد مرسى وجماعته.
يدّعون أنهم مع الشرعية ضد الشعب!
أىُّ شرعية يتحدثون عنها؟ شرعية مرسى «المهزوزة»؟
شرعية مرسى القائمة على الاستبداد والطغيان واستعادة سياسات وممارسات نظام مبارك الذى خرج الشعب وأسقطه فإذا بالإخوان يحتلون نظام مبارك ويصبحون صورة طبق الأصل منه ولكن أضافوا إليه الكذب والتضليل والتجارة بالدين؟!
شرعية مرسى القائمة على دستور مشبوه تم فرضه على الناس بالإكراه وتمت إجازته باستفتاء مزور؟!
شرعية مرسى القائمة على إقصاء القوى الوطنية الأصيلة فى الثورة؟
شرعية مرسى القائمة على التدخل فى شؤون القضاء عن طريق جماعة «استغلال القضاء»؟
شرعية مرسى القائمة على فرض الطوارئ من جديد؟!
شرعية مرسى القائمة على الترصد للمعارضين للإخوان واعتقالهم وتعذيبهم وإطلاق الرصاص الحى عليهم؟!
شرعية مرسى القائمة على إعداد مشروع يمنع المظاهرات ويصادرها.
شرعية مرسى القائمة على تقييد الحريات بشكل أسوأ مما كان عليه الأمر أيام مبارك؟!
شرعية مرسى القائمة على أن تحكم جماعة الإخوان وهو يتفرج من نافذة القصر الرئاسى؟
بئست الشرعية التى يحميها رصاص شرطة محمد إبراهيم.
إنهم بالفعل يعودون إلى الانتقام من الثورة وشبابها الذى فضح ممارساتهم بما فيها الممارسات التى كانت ضد الإخوان لكن الإخوان تصالحوا معهم وحوّلوهم إلى شرطة وميليشياتهم. وأصبحوا تحت السيطرة تحت شعار الشرطة فى خدمة الإخوان.
الشعب يريد الخلاص.