اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بزيارة الرئيس الإيراني ،محمود أحمدي نجاد، إلى القاهرة ،و قالت أنها أول زيارة ديبلوماسية منذ انقطاع العلاقات الديبلوماسية في 1980،مشيرة أن هذا دليل على التحولات الأقليمية الناجمة عن الربيع العربي.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات بين البلدين قد تحسنت منذ الاطاحة بحسني مبارك ، إلا أن الاختلافات الرئيسية بما في ذلك وجهات نظر المتعارضة بشأن الصراع في سوريا تجعل احتمال استعادة العلاقات بشكل كامل بعيدة، ولكن تم وضع هذه الخلافات جانبا وتم بحث سبل تعزيز العلاقات و تسوية الأزمة السورية.
وذكرت الصحيفة أن حسني مبارك الذي كان يقيم علاقات قوية مع الغرب، كان يرتاب بشدة من نفوذ طهران، لكن مرسي سافر إلى إيران في أغسطس لحضور مؤتمر حركة عدم الانحياز، وأثنى على الثورة الإيرانية قائلا "نموذجا يحتذى به بالنسبة لهذه الحركات الشعبية" التي ظهرت منذ بداية الربيع العربي.
وأكدت "واشنطن بوست" أن كلا البلدين يسعى لتوسيع نفوذه الإقليمي ولديهم أسباب لبناء علاقات قوية. وذكرت أن مرسي يسعى إلى شق درب السياسة الخارجية بطريقة مختلفة تماما عن مبارك، وتعهد باتخاذ القرارات المحلية والدولية بوضع مستقل عن ضغوط من قبل واشنطن، وكذلك إ يران، البلد ذات الأغلبية الشيعية في المنطقة تتطلع لإقامة تحالفات جديدة عن تلك التقليدية مع سوريا وحركة حماس، التي نأت بنفسها عن ايران.
وقال تريتا بارسي، رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي في واشنطن، بعد إسقاط الحكام المستبدين العرب وصعود الأحزاب السياسية الإسلامية ساعد ذلك ايران بوضع ختمها في المنطقة كبلد مسلم و على استعداد للوقوف في وجه الغرب.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللون "ان مرسي حريص على تجنب تأجيج المعارضة الإسلامية حتى في مصر، أو التلاعب بمخاوف الولايات المتحدة ودول الخليج العربي بشأن إيران، والتي ومن المرجح أن تقليل من أهمية زيارة الرئيس الايراني لمصر".
ويؤكد بعض المراقبين أن مصر تتطلع للحفاظ على علاقات "ودية" مع إيران، والتي اعترفت بها كلاعب إقليمي رئيسي وشريك اقتصادي جدير بالاهتمام.