لا شك أن الوباء الذى حل بالعالم خلال الشهور الأخيرة " كوفيد 19" أو كورونا هو الحدث الأهم والأقوى خلال السنوات الأخيرة بل لن أكون مبالغاً إذا قولت خلال القرون فهذا الوباء ساوى الجميع، فهو لم يحل بقارة بعينها أو يختص دولة دون الأخرى فالجميع تساوى أمام المرض الذى استعصى على الكل ووقف القوى قبل الضعيف حائراً فى فك شفراته وعاجزاً عن الحد من خطورته فهو المُهلك الذى زلزل كل قوى العالم وبعثر كل الأوراق ولكن بعد كل أزمة يجب أن نخرج دائماً بالدروس المستفادة.
فعلى صعيد بلدنا الغالى الحبيبة مصر يجب أن نُعيد الحسابات من جديد فمثلاً خلال الشهور الماضية التزم الجميع بقرارات الدولة فيما يخص إغلاق الكافيهات والمولات التجارية وأماكن السهر وخلاف ذلك وهو ما جعل الذهاب إلى العمل هو المتنفس الوحيد للمواطنين قبل الرجوع إلى المنازل قبل أوقات الحظر، وها هى الحكومة تتأخذ قرارات جديدة تخص فتح الكافتيرات والمقاهى والمطاعم وبعض أماكن السهر وهو مربط الفرس بالنسبة لي.. لماذا لا تستمر الحياة بعد ذلك في هذا الإطار؟! بمعنى أوضح نحن دائماً ما نتحدث عن تجارب الغرب الناجحة وبعض الدول العربية في تطبيق نظام محدد يُلزم المحلات وأماكن الترفيه وهو ما يعود بالنفع على المواطنيين في الاستيقاظ المبكر للعمل بقوة ونشاط فليس منطقياً أن يسهر البعض لأوقات متأخرة ثم يذهب إلى عمله في الصباح مجبراً في حالة مزاجية سيئة ينتج عنها قلة في المجهود والإنتاج وسوء معاملة للمواطنين.
شخصياً عشت سنوات طويلة خارج مصر وتعاملت مع هذا الوضع المنضبط بشدة وشاهدت الدول وهى تطبق هذا وهو ما انعكس على الحياة هناك ودائماً ما تكون النتيجة رائعة لذلك أتمنى من الدولة المصرية أن تتبع هذا النموذج وأن تستثنى مثلاً الأماكن السياحية مع دفع مبالغ مالية تدخل خزينة الدولة نظير الوقت الاضافي لهذة الأماكن وهو ما سيجعل المواطن يفكر ألف مرة فى السهر لأن الأمر سيكلفه الكثير من المال بعد زيادته على تلك الأماكن المستثناة.
في النهاية أنا أبحث عن مدرس مستيقظ وطبيب مركز وعامل نشط وشعب معظم فئاته في حالة صحية أفضل ناهيك عن توفير طاقة للدولة ومجهود للمواطن البسيط ، أتمنى أن نخرج من الدرس المؤلم بعائد وفائدة وأن تنظر الحكومة لمثل هذة الاقتراحات بنظرة اهتمام وأن يفكر الجميع فى تجارب الماضى فكثيرا ما عشنا ومازلنا في مجتمع مفتوح ٢٤ ساعة دون تحقيق ما تستحقه فلعل وعسى التغيير يأتى بثمار النجاح والتقدم .
حفظ الله مصر و وفق أهلها لكل ما فيه الخير ..