عزيزتي شيماء... قرأت خطاباتك السابقة وتألمت كثيرا لغربتك الموحشة، شعورك باليأس والانهزام، رأيتك تحملين الدنيا على صدرك وتكتمين أوجاعك وتخرجين للدنيا بعيون حمراء متوهجة، تضربين بكلماتك كل من يواجهك حتى ولو كان عزيز غال، وكأنك تهربين من شرور العالم، تهاجمين قبل أن يوجعك أحد، لقد سأمت الدموع وجلست في الزاوية وحدك، ولكن أهذا هو الحل في نظرك ياعزيزتي؟ شيماء لن تجدي من هو أصدق مني ليقول هذه الكلمات، الهروب ليس حل ياعزيزتي، فما الدنيا الا مراحل نخوضها، نستأنس بها وتؤنسنا، تضربنا وتطبطب على أرواحنا، توقعنا وتشد من أزرنا، واجهي التجارب بعزيمة واخلاص ستتألمين مرة وتبتسمين مرة، ستنكسرين مرة ويدمع قلبك من فرط الفرحة مرة. عزيزتي افتحي ابواب الدنيا التي بات الغبار عليها، واستقبليها كما استقبال الزهور للربيع، شعورك باليأس وانحصارك في الزاوية لن يفيد أحد، ستأتي الدنيا وتروح وأنت في مكانك جامدة بلاحراك، الحياة لاتنتظر أحد، فاقفزي في قطارها واملئي العربات برحيق ضحكاتك. واعلمي، حتى لو أغلقت الدنيا بابها فهناك انفراجة في الأفق تنتظر، وهناك أمل يدق الأبواب حتى لو كانت صغيرة لاترى بالعين المجردة، فكوني أنت ياعزيزتي... أنا 12 أبريل 2020