عزيزتي أنا... لا أعلم كيف أبدأ رسالتي أو أصف لك حالي، كيف وجدت نفسي غارقة في بؤرة ظلامية تمتص عبير روحي وتؤلمه، تخنق أنفاسي وتكبلني اذا مددت يدي وجه الخيط الأبيض التمس نوره لأرى قرص اللهيب ينثر أمله على صفحات الأرض من حولي، اتمنى لو يلمس عبيري خيطه فأغيب في سماء تلك العوالم الغريبة فيسكن خاطري وتهدأ مخيلتي، ولكن أين أنا وتلك الأماني والظلام يلتهم روحي فيدمي قلبي والعيون كالحة لا ماء فيها من كثرة البكاء. عزيزتي.. فكرت كثيرا لمن اكتب تلك السطور لم أجد أغلى من نفسي على نفسي، انت العزيزة الغالية صاحبة سري وأنيسة مجلسي، لن أطيل عليك سأحكي لك عن يومي ربما اخفف عنك بعض وحدتك. لقد انتهيت اليوم من قراءة رواية "هكذا كانت الوحدة" للأديب الاسباني خوان خوسيه مياس، لا اعلم كيف اصف لك مشاعري وقت انتهيت من آخر سطورها وكأن البطلة "ايلينا" تشبهني في صراعها مع حالها، كيف استطاع الكاتب أن يصف بدقة مايدور بقلب تلك الانثى الوحيدة الواقفة في الزاوية تراقب الجميع ولا يراها أحد، تذبل روحها وتضيع وسط زحام الحياة التي يدهس فيها الجميع الجميع دون رحمة أو أدنى خجل، ولا يشعر بها أحدا، كيف وقفت بعد هذا العمر لترى نفسها في المرآة لأول مرة، ماذا فعل الدهر بها؟ ماذا فعلت هي لنفسها؟ أتعلمين أفتخر بتلك المرأة، لقد أدركت حالها وأخيرا ولملمت ما تبقى من روحها لتسأل من هي؟ وماذا تريد؟ حقيقة من نحن؟ ماذا نريد؟ وماذا نفعل؟ من أنا؟ تساؤلات سأحاول رد اجابتها في رسالتي القادمة وإلى أن نلتقي دمت بخير عزيزتي.. شيماء احمد 30 مارس 202