عقارب الساعة تتحرك في كسل غير مسبوق، بينما هي مازالت تجمع بقايا لهفة أغرقتها سنين الإنتظار في بحر الخجل.
تتطلع إلى باب الغرفه برجاء صامت لم يتزحزح من قلبها رغم البعد والسنين،، تتخيل، وتحدث نفسها:: هل سيشعر بما في قلبي اليوم،، أم ستكون مهارتي في الإخفاء علي نفس مستوي السنين الماضيه،، لابد أن لا يعلم، لو أدرك مشاعري لخسرته طول العمر،، فهو جاد لأبعد حد،، فارس وحلم لكثير من الفتيات،، ولابد أن يظل هكذا. مجرد حلم.
فجأة تنبهت لصوت أقدامه، وإنبعث شذا عطره الذي يسبقه دائماً، ستراه اليوم بعد غياب خمسة عشر عاماً، كانت وقتها صغيرة،، هل يشعر بجمالها الآن؟ هكذا تمنت.
طل بوسامته الواضحه، وألقي تحية بارده مع إبتسامة مجامله أشعرتها بالحرج،، جلس في كرسي مقابل لها،، رفع عينيه لوجهها،، أخيراً رأت نظره طالما تمنتها،، ثم اغمض عينيه واستنشق عطرها الذي ملأ المكان... قال وهي في ذهول من استقباله :
دائماً عطرك رائع ووجهك مبتسم،
ردت بلهفه، لم أكن أتخيل أن تذكرني من الأساس.
ذهب إلى مكتب قديم ملقي آخر الغرفه وأخرج منه حافظة بلاستيكية وفتحها ؛ وأمسك بمحتوياته وهو يقول بصوت أقرب للبكاء.... هذه كريستاله كنتي قد أهديتيها لي،، وهذه قصاصة ورق عليها عجز بيت شعر بخط يدك... وهذا.... وهذا....
ثم إلتفت وظهره لها وساد صمت بين ذهولها.. وحيرتهما معا...
إقتربت منه محاولة رؤية وجهه... التفت لها ودموعه علي وجنتيه قائلاً: أضعتي علينا سنين طويلة.... فلم يمر يوماً إلا وقلبي ينادي بإسمك، نعم لم أعشق سواك ... ثم ذهبت أنامله ليدها راجية وقال:
لم تغادري يوم