نقلا عن بوابة فيتو
مهرجان شرم الشيخ السينمائي في دورته الحالية، اختار رافدا ثقافيا مهما بتوجهه للسينما الآسيوية، وهو من أطر الثقافة المصرية المهملة على مر عقود طويلة، غير أنني وأنا أتابع على قناة "سينما لايف" افتتاح المهرجان، شعرت بإهانة بالغة وجهت بحسن نيات القائمين عليه، ولا أشك في وطنيتهم وإخلاصهم، فالافتتاح جاء "هرجلة" لا أتصور أبدا أنها تليق بمصر البلد العظيم في محيطه.
مذيعة افتتاح مهرجان العار السينمائي يبدو أنها جاءت من على "طشت الغسيل" -رغم شياكتها- لتقدم حفل الافتتاح بطريقة لا توحي أبدا بأننا أمام مهرجان يجب أن يليق على الأقل بالبقعة التي يقام عليها: لا مقدمات معدة سلفا لفقرات الحفل، ولا لغة أخرى لدى المذيعة ولا ترجمة، قاعة خالية من الحضور، وكأن صديقنا الكاتب الصحفى الكبير جمال زايدة صاحب فكرة المهرجان قرر أن يكون مهرجانه سريا.
مسئولو الصوت كانوا في إجازة فبدا الأمر، وكأن الشيخ حسني في فيلم الكيت كات لم يع بسبب فقده للبصر، أن مكبر الصوت "شغال".. مصورو الحفل أقل ما يوصفون به مجرد هواة من مدرسة ثانوية فنية، أما قصة الصعود إلى المسرح فقد بدت، وكأننا في فرح العمدة، غير أن هذا الفرح كان بلا "نقطة وشوبش يا أهل العريس"، وانخرط حفل الافتتاح في الذات المصرية، لدرجة أن كل ما عرض أمام الضيوف الآسيويين من مواد فيلمية لم تصاحبه ترجمة على اعتبار أن النبي عربي!!
المثير أنه وبعد حفل الفضيحة، والمسمى مجازا حفل افتتاح، ظهرت المذيعة "نانسي إبرهيم" واستضافت رئيس المهرجان المخرج "مجدي أحمد علي"، وقالت فيما قالت: إنها منبهرة بحفل الافتتاح الذي فاق الوصف على حد وصفها، وعندما قال لها المخرج الكبير إن المهرجان يعقد على أرض سيناء، وهي قطعة من آسيا اندهشت المذيعة لهذه المعلومة النادرة والجديدة، وتركت المخرج، والتفتت إلى جمهور قناتها، وأنا واحد منهم، وقالت: آهي دي مفاجأة يا جماعة.. أي والله!!
ما هذا العته الذي نتركه ينهش في كرامة مصر وكبريائها تحت شعار الإمكانيات، هل التحضير بمقدمات حول فقرات حفل الافتتاح يحتاج إلى إمكانيات مادية؟ هل الإمكانيات تقف حائلا ضد تقديم حفل بسيط منظم يليق بمصر وتاريخها السينمائي؟ هل الإمكانيات تحتاج إلى مذيع يعرف أن سيناء جزء من آسيا؟ هل الإمكانيات تحتاج إلى أن نعرف أن لدينا مشاركين آسيويين لديهم تاريخ في السينما كان يجب الإشارة إليه في حفل الافتتاح؟ ما حدث إهانة، كان الأشرف لنا إلغاء مهرجان شرم الشيخ السينمائي قبل أن يصبح مهرجانا للإساءة إلى وطن بحجم مصر