ها هو ضوء الصباح يشق السماء منذرا بقدوم يوم جديد و مازلت عيناى عالقة بسقف الغرفة انتظر منك اجابة اى اجابة وانت مازلت صامته صامدة..
استلقى بجوارك على تلك الاريكة اللعينة قرابة العشرين يوما اتحدث اليكى واهمس فى اذنك واضحك وابكى وانت تسمعيننى وتأبى ان تجيبينى..
وها انا اعتدل فى جلستى جوارك واقلب كوب الشاي وانظر الى وجهك فى شغف المحبين انتظر منك العفو ولا آبه ان تستيقظى وتتناولى معى الفطور او انت تتجهى الى المرحاض للوضوء انا فقط ارجو ان تفتحى عيناكى وتجيبينى
اجيبينى يا امى اجيبينى … ماذا على ان افعل ؟
لما اتخذتى قرار الرحيل فجأة دون ان تجعلينى اعى اننى الآن سأفعل الاشياء وحدى وانك لن تكونى موجودة وانا اقرر هذا واصنع ذاك ؟
اتريدين منى أن اعترف؟ اذا انا المخطئة وها انا اجثو على ركبتى امامك اعترف بذنبى فعليك ان تغفري لى .. اولست امى؟ ومن واجبك ان تغفرى لى اننى لم اقم بواجباتى معك ؟
على ان اعترف انه لم يسعنى الوقت ان استغفر منك عن عنادى الطائش عندما تهيئ الى اننى لم اعد بحاجة لنصائحك واننى قد أموت كفروع شجر الزينة ازهو بنفسي واردد انى اكتفيت من نصائحك وتسلطك .. وعلى ان اعترف انى عشت حتى عقدى الرابع وانا اتصور اننى استطيع العيش وحدى وانى اصنع اقدارى واتخذ قراراتى وحدى.
وها انا انظر لذاتى الآن امامك اجدنى مثل زجاجة خاوية ممتلئة بالهواء لا نفع منها ولا زاد.. وما النفع الان من الاعتذار بعد ان صممت اذنيك عنى وعن الدنيا وقلت لكل شيئ لقد اكتفيت !
امى الحبيبى الن تعطنى صك الغفران؟ الا استحق منك ان تتركى روحى تهدأ من بعدك؟ اذكر اننى سألتك قبل غيبوبتك اسامحتنى؟ فاجبتى انك سامحتنى.. ولكنى لا اقبل بسماح دون عتاب.. فلنتشاجر او نتصايح او نتعارك ثم تعاتبينى فأبكى ولو مرة اخيرة فى حضنك.. فانا العنيدة الشريدة التائهة اطرق بابك فافتحى لى واغفرى لى وإلا فلعنة الله على حتى الممات.
وها انا ذا من جديد اراقب انفاسك واسمعها تتعالى فاصرخ.. فيخبرونى انك تحتضرين وان على تركك وحدك لتهنئي بنهاية بسيطة سهلة تستحقها روحك الطاهرة..
ولكنى مازلت على عنادى فأنا اجلس بجوارك واستدعى الجميع عسى ان نمنع روحك من الهرب منا عسى ان نستطيع ابقائك وحاش لله ان نفعل.
والآن وقد لبيتي نداء ربك ورضيتى بالذهاب إلى بارئك دون رجعة وتركتنى وحيدة شريدة لم تجيبينى ولن تجيبينى يا امى ماذا افعل؟
يا إلهى قلبى يعتصره الالم وعقلى يلهث بالسؤال هل سأظل لعينة طوال حياتى يا امى؟
فأنا العمر الذى مضى فى خيلاء بتباهى الجاهلين.. وانتهى بتوبة خائبة.. جعلتنى وكأنى طفلة تيتمت فجأة.. وصرت هائمة على وجهى استجير بوجوه البشر عسى ان اجد وجه امى لتخبرنى ولو لمرة أخيرة ماذا على ان افعل؟