"عليك أن تتصالح مع نفسك عشرات المرات فى النهار لأانه إذا كان فى قهر النفس مرارة فإن فى بقاء الشقاق بينك و بينها ما يزعج رقادك " فريدريك نيتشه
ايه الكلام الكبير دة واحدة واحدة كدة ..
من أصعب الأسئلة اللى ممكن تتسأليها فى حياتك أنتى مين ؟ أنا فلانة اسمى كذا سنى كذا درست كذا بنت فلان صديقة علان اجابات كتير صح بس مش بتجاوب على السؤال انتى مين ؟
يمكن لو اتسألتى انتى بتعملى ايه فى حياتك و لا اتسالتى فى مقابلة شغل عرفى نفسك "Introduce Yourself" يبقى الاجابات اللى فوق دى هى الاجابات النموذجية و المنطقية جدا لكن لو سألتى نفسك أنا مين أعتقد مش دى الإجابة .
السؤال دة عشان يتجاوب محتاج واحدة عندها وعى بنفسها عارفة نفسها و مصاحباها عارفة هى مين و عاوزة ايه و عايشة ليه ايه أحلامها و ايه اللى بيحركها ايه مميزاتها و ايه عيوبها ؟
السؤال دة محتاج وعى و تركيز و وقت و علاقة مع النفس و اكتشاف حاجة جديدة كل يوم انتى مش مجرد بنت و لا زوجة و لا أم و لا طالبة و لا مدرسة و لا و لا .....
أنتى أكبر من الأدوار اللى بتلعبيها فى الدنيا أكبر من المناصب و العناوين و اليفط اللى متعلقة فى حياتك .
عارفة الوردة ؟ أنتى زى الوردة كدة كلورقة جميلة فى الوردة دى بتكون عبارة عن دور معين بتلعبيه فى حياتك الورق دة هو اللى الناس بتشوفه و بتعجب بيه و بتقنعك أن هو دة أنتى مع أن دة مش صح !!!!!
لو أنتى بتعرفى نفسك على إنك مرات فلان و لا أخت علان و لا اللى بتشتغل فى المكان المعروف دة انتى بجد هتبقى ضعيفة و هشة جدا عارفة ليه ؟
عشان لو خسرتى جوزك و لا وظيفتك أو أى دور من أدوار حياتك هتلاقى نفسك وقفتى و مبقتيش فاهمة طب أعيش ازاى اكمل حياتى ازاى ؟
أنا غبية و لا ذكية ؟ شاطرة و لا فاشلة ؟ قوية و لا ضعيفة ؟ فى اللحظة دى اتعاملى مع نفسك زى ما تكونى بتربى طفل وسعى له الدايرة و خليه يكون صداقات و يحتك بالمجتمع فكرى له هيدرس ايه و هيلعب رياضة أيه وهيصاحب مين ؟
شوية و هيكبر جواكى سؤال أنا مين و عاوزة ايه و دة طبيعى جدا لا و ظاهرة صحية كمان .
أطلعى من الدايرة اللى كل اللى حواليكى قاصد يخليكى جواها متخليش حد يمليكى أنتى مين و يقولك تعملى ايه و متعمليش ايه و يفرض عليكى بشكل ما نبقى شبه بعض فى اللبس و الشكل و التفكير و نعيش نفس ألاهداف و الأفكار و يقنعك أن دة الصح و دى الحياة و أن بالظبط هو دة النجاح أنتى أم فلازم تعملى كذا انتى مطلقة فمستقبلك شكله كذا انتى بنت مينفعش تعملى كدة و لا أحلامك تبقى شكلها كدة أدرسى دة و اتجوزى دة قوالب و بنتحط فيها كلنا لحد ما بنبقى من غير هوية بس متقلقيش غالبا هتقلب تمرد لحد ما تطلعى برؤية واضحة لنفسك بعد مشوار كتير من التجارب و الأخطاء و ساعتها هتخلصى من أزمة الهوية و هتعرفى "أنا بنت مين يا دادا" .
و أوعى تنسى طول ما انتى قوية أنتى مرغوبة .