بمناسبة العيد - كل عام وأنتم بخير- سيمتلئ صندوق بريدي برسائل مكررة جوفاء، لا طعم لها ولا رائحة.. ولا ُتغنى ولا ُتسمن من جوع. بل قد يكون ُمرسلها لا يعرفني شخصياً، أو حتى لا يعلم من أنا "أصلاً".
ولكن حظي أو حظه "العاثر"، جعلني في طريقه، ووجد اسمي مصادفة في قائمة جهات الاتصال لديه.
و.. ك"هوجه" من "هوجات " المصريين سيراسلني.. ولأنه كريم لن يكتفي برسالة واحدة.. بل سيرسل لي كل خمسة دقائق رسالة. ستكون منها رسائل صباحيه ترسل إلي في المساء.. ليقلب ساعتي البيولوجية رأسا علي عقب ويؤرق هدوئي النفسي.. ويزيد من شعوري بوحدتي رغم كل "رسائله، ووروده، وقلوبه".
فالرسائل الإليكترونية التي ترسل إلى العديد من الأشخاص في وقتٍ واحدٍ لا تعبر عن أي مشاعر سوي شعورك بالملل.
فللأسف قام العصر الإليكتروني بتحويل مشاعرنا إلي مجرد صور علي "الماسنجر" بعد أن كانت "”missed call عندما كانت دقيقة المحمول ب150 قرشاً.. و التي كانت-بالمناسبة- أكثر حميمية من هذه الرسائل الجوفاء.
صديقي.. إذا أردت أن تهنئ من تحبهم بالعيد.. قم بإرسال خطاب خاص بهم.. أو قم بإجراء مكالمة هاتفية ليستمعوا لصوتك، ويعلموا صدق مشاعرك. أرجوكم.. توقفوا عن هذا العبث.. توقفوا عن إرسال رسائل لا تعبر عنكم.. توقفوا عن إرسال رسائل لا تعبر عن مشاعركم الحقيقية.. ولا تتظاهروا بغير ذلك.. لا تراسلوا إلا من تحبوا.. وكفاكم عبثاً بمشاعر ميتة.. فنحن لم يعد لدينا مشاعر إلا ما تبقي من حروف علي "الكيبورد".