بقلم / محمد فاروق
الكل يعرف أن فتحي والسعيد نجمين فوق العادة وهما من رموز الكرة المصرية في الوقت الحالي.
و لكن تظل دائماً الحرب بين الأموال التي تمثل الأمان و الإستقرار عند اللاعبين الذين يعيشون العقد الثالث من عمرهم ، و الإنتمائات والشعارات ، وهي أشرس معركة يخوضها النجوم عندما يقتربون من حد النهاية في الملاعب .
يأتي ذلك في وقت حرج بالنسبة للأهلي قبل حسم الدوري وبداية المعترك الإفريقي الذي يسعى الفريق فيه لإستعادة الأميرة السمراء.
الأهلي يقدم أداء رائع ونتائج ممتازة و أجواء صافية لا تعكرها سوى تجديد تعاقد تحول فجأة إلى أزمة.
ولكن الجميع يعرف وأولهم مسؤلو الأهلي ، أن فريق الكرة لن يقف على لاعب و أن أساطير كثيرة تركوا الفريق وإستمر الفريق بعدها في حصد البطولات.
هذا الأمر جعلني أتحدث عن تجربتي الشخصية التي خضتها في ذلك الامر .
لقد خضت تجربة الإحتراف في تركيا و كان في ذلك الوقت المقابل الماديً كبير يفوق المبالغ التي قدمها النادي الأهلي وقتها ، ولكن سرعان ما طلب مني الرجوع لبيتي الثاني وهو النادي الأهلي لم أفكر وقتها في الماديات وذلك لحبي وإنتمائي لهذا الكيان الكبير .
حيث حدثت مكالمة تليفونية بيني وبين الراحل الكابتن صالح سليم وايضاً كابتن طارق سليم وبعدها إتخذت قرار العودة ولارجعة فيه .
وجعلني أتعلم و أعترف أن خسارة مباراة او بطولة قد تكون أهون كثيراً عند الجماهير من خسارة الثقة في لاعب كانوا يتغنون ويهتفون باسمه، فقدان لقب له وقع مؤلم في النفوس، لكن رحيل لاعب قد يكون أشد إيلاماً عند البعض.
حدث ذلك كثيراً مع جماهير أرسنال، فقدوا منذ سنوات فان بيرسي الذي رفض التجديد ورحل إلى مانشستر يونايتد ليتوج بلقب البريميرليج مع امتيازات مالية أكبر. جماهير أرسنال صبت غضبها على لاعبها الذي رحل إلى نادي أخر يمنحه نصف مليون إسترليني إسبوعياً، وفي الوقت نفسه قام مسعود أوزيل الذي جدد العقد دون مراوغات ليستمر لفترة أطول في قلعة الإمارات اللندنية.
حدث مجدداً في شمال لندن عندما رفض أليكسيس سانشيز تجديد عقده الذي ينتهي الصيف القادم، ليفرغ اللاعب التشيلي حقائبه وينتقل إلى مانشستر يونايتد لاستقبال الملايين وتحصيل الراتب الأعلى في تاريخ البلاد.
القصص تتشابه مع بعض الاختلافات ، يجب علي الثنائي عبد الله السعيد وأحمد فتحي حسم ذلك اما التجديد مع العملاق الأحمر و الاستمرار لسنوات إضافية بالقميص المُطعم بنجوم البطولات المحلية والقارية ام الرحيل.
الامر الذي جعل محمود الخطيب رئيس النادي الاهلي يتعامل بهدوء وحكمه لانه قبل ان يكون رئيسا للنادي الاهلي فهو كان لاعبا كبيرا ومميزا ويعرف كيف يفكر لاعبو الكره لذلك صدر بياناً رسمياً باسم القلعة الحمراء يطالب فيها فتحي والسعيد بحسم موقفهما في التجديد، ليُعلِم الجماهير بكل شئ مما يجري في الكواليس.
ما زالت النهاية مفتوحة لكل الاحتمالات والآن أصبح أمام السعيد وفتحي طريقان: .. اما التجديد للأهلي، وإنهاء مشوارهما داخل صفوف القلعة الحمراء، نظرًا لأن هذا العقد سيكون الأخير في مسيرتيهما، وإما إعلان الرحيل والخروج لخوض تحدٍ آخر خارج الملاعب المصرية.
إلا أن هناك ثمة أمل عند محبيهما بأن يتراجعا ليكتبا على العقد الجديد فصل النهاية في مسيرتهما مع كرة القدم المصرية برومانسية تُحبها الجماهير الحمراء وتجعل من أبطالها أساطير خالده.
ولكنهًً في كل الاحوال لايمكن اتهام اللاعبين بالخيانه او الابتزاز لانها مساله عروض واحتراف بمبالغ ومن حق السعيد وفتحي التفكير بشكل عملي وواقعي بعيدا عن العواطف قد يختلف البعض او يتفق معي ولكن هنا أوجه رسالتي للسعيد وفتحي، بأن حب الملايين من جماهير الأهلي وتقديرهم يفوق ملايين الجنيهات التي قد يكسبونها إذا ما رحلوا عن القلعة الحمراء للعب في أحد الأندية الخليجية.