ليت روحي تلتقي بك أبي.. كنت ملاكي.. وهلاكي. بحضورك أدركت النشوة الإلهية.. وبغيابك هبطت إلي الجحيم. لم أكن أعلم.. إنني عندما أفقد تفاصيلك، سأفقد معها تلك القوة المبهرة، التي كانت تتردد في أنغام صوتك، عندما تهتف بإسمي. أتذكر-من حين إلي أخر- تردد نغمات صوتك، لتتشكل حروف كلماتك المضيئة في عقلي
. فاشتاق إلي نسيم روحك.. وريحانك. أبي.. أعترف لك.. إنني لم أعد كما كنت، ولكنني أصبحت جثة هامدة تسير علي الأرض أشبه ب "الزومبي". فقد تهشمت روحي.. وضاعت في سراب السماء.. وانكسر قلبي.. وجفت دموعي، التي كانت تتسرب مني كنهري دجلة والفرات. أبي.. أعلم أنك تشعر بقلبي الموجوع.. وروحي المنكسرة كالزجاج المهشم علي أرضية المنزل. فليت روحي تلتقي بك. لتخبرك.. كم أحتاج إليك.. فترد علي روحي مرة أخري التي تاهت في فضاء الكون بغيابك. فلقد تألمت بغيابك كثيرا.. وتهدمت كعقار هدده زلازل 7 "ريختر".. وأصبحت روحي تنفجر ك "توسنامي"، فتبعثرت كأشلاء جثة تمزقت في الهواء.
أبي.. أعترف لك.. إنني أكثر ما ندمت عليه الأن، هو أنني لم أجرب معك الأشياء الجديدة، ولم أشرب معك الشاي بالنعناع عند غروب شمسنا، ولم أقشر لك ثمرات البرتقال في حديقتنا. ليتني أستطيع.. إعادة صياغة ذكرياتي معك، لأنتج حاضرا جديدا، فحتى هذه اللحظة، لم استطع أن أخرج من دائرتك. مازلت محلي كما تركتني، روح منهكة لم تعد تري ألوان" قوس قزح" في الأيام المطيرة، و تغرق ككرات القطن في بركة من المياه. أبي.. إني أرجوك أن ترسل لي ملاك.. ليحررني مما أنا فيه. لعل يوما.. أري النور الخافت وراء الجدران. و أعود طفلة صغيرة.. كل مخاوفها الرسوب في الامتحان. #مروه_رسلان