أبناء جيلي وكغيري من الشباب، كنت أظن وأعتقد دائماً أن هذا الكون خالي تماماً من شخص يعطيك الإلهام سوى نفسك، وتمكن هذا الشعور من أن يزداد ويتنامي بعد ما شهدته من أحداث مرت بها مصر منذ يناير ٢٠١١، ليسيطر على كافة الجوانب في تفكيري، لكن الحال تبدل بعد ما يقرب من العامين ونصف العام، عندما بدأ سطوع نجم الفريق أول عبد الفتاح في عالم السياسة المضطرب الذي تشهده مصر، وبحكم طبيعة منصبه كوزير للدفاع، عندما يتحدث فإن الجميع يسمع بإنصات، لكن الرجل كان لديه القدرة ومازال على الدخول بكل بساطة لقلوب عامة الشعب، ليصبح منذ هذا الحين أيقونة الأمل لدى المصرين بتوجهاتهم المختلفة.
وبعد أن أعلن السيسي وأقسم على حماية القوات المسلحة لهذا الشعب من أي مخاطر بسبب ممارسته لحقوقه السياسية ورفضه لسياسات تنظيم وصل أحد أعضاؤه لقصر الإتحادية كمندوب لجماعة تتبنى أفكار ضد الإنسانية، وتعمل بمنهج لهدم الدولة واشاعة الفوضى بها ونشر ثقافة الإقتتال الأهلي، وهو الأمر الذي تصدينا له من خلال حركة الشعب في ثورة الثلاثين من يونيو بعد أن إستعاد الشعب للأمل المفقود، حيث إستمد طاقة إستعادته من الرجل الأول في جيش مصر. تتطلب السياسة ممن يعمل بها أن يمتلك عدة أسلحة لحصين نفسه، ومنها التمتع بالهدوء الناتج عن الفهم والوعي، ليصبح كالمحارب الذي هزم الخوف بداخله، وبذلك يجرد عدوه من القدرة على إبتزازه، لنرى تلك القاعدة موجودة وبقوة في المشير السيسي الذي تولى رئاسة الجمهورية بناء على رغبة الجمعية العمومية لمصر، وهو ما إستجاب له المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لأن هذه المؤسسة العظيمة تعد بيت الوطنية المصرية، ودائما ما تنحاز للشعب وإرادته التي تمثلت في نجاح الرئيس بنسبة تقترب من ٩٧ في المية من الأصوات، ومنذ تلك اللحظة دخلت مصر في حرب مفتوحة لهزيمة المستحيل على كافة الإتجاهات، دولة يعاد بناؤها من جديد، لتحقق الفارق، بالتزامن مع حربها على الإرهاب الذي يمارسه أهل الشر المدعومين من كافة القوى المعادية لمصر.
ولأن الرئيس وأركان حكمه يعلمون جيدا أنهم أصبحوا على السلطة بقرار من الشعب في أنزه عملية إنتخابية شهدتها مصر، إهتم السيسي ببناء الإنسان وتمكين الشباب، فهم قادة المستقبل وصُناعه، لتدخل مصر في معركة البناء المدعوم بالشعب المحب لقائده وزعيمة باني الجمهورية الثالثة والذي يستهدف إستعادة مصر بما يليق بها وبحضارتها الممتدة منذ فجر التاريخ، ليصبح للمحروسة صوتا لا يستطيع أحد في العالم أن يتجاهله عندما يتحدث الرئيس السيسي، وذلك بفضل ما تحقق من منذ توليه الحكم، ومن هذا المنطلق فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي يرشح نفسه مرة أخرى، مسلحاً بشعبية وسجلٍّ مشرف من الإنجازات التي تقترب من المعجزات، وهو ما جعله ملحمة وطنية تتجلى في القدرة على الدفاع عن مصر وأمنها القومي ومصالح شعبها وتطوير حياته.
إن التجربة الديمقراطية التي تشهدها مصر، إزدهرت بالحريات وتمكين الشباب ودعم المرأة في عهد الرئيس السيسي بشكل غير مسبوق، وهو ما يجعلنا نتمسك بالدعم المطلق للرئيس والإصطفاف خلفه، لنستكمل مسيرتنا نحو المستقبل، لكن البعض يتصدى لطموحاتنا من خلال تشويه الإنتخابات الرئاسية المقبلة بعد أن فشلوا في كل شيئ، حتى أصبح النجاح يزعجهم، فقرروا المقاطعة لأنهم لا يقدرون على غير ذلك، لأن الواقع يؤكد عدم وجود أحد قادر على منافسة قائد يمتلك من الرصيد الشعبي مالم يصل إليه أحد من قبل.
أعلم، ويعلم جموع العاملين بالحقل السياسي ممن يتمتعون بالوطنية، أن السياسة الحقيقية حرفة وليست هواية، فهي علم وليست شطارة، وإصرار وليس مصادفات، وتدار بقواعد بلا نزوات، وتنفذ بفكر مؤسسي وليس عشوائي، لتحقيق برامج وليس أمنيات، لأنها خطط وليس هبات، تحقق الرؤي وتتصدى للتهيؤات، لتحول صروح الخيال إلى واقع ملموس ويشعر به المواطن، وهذا ما يفعله الرئيس الحالي، لذلك وبكل فخر ندعم السيسي لفترة ثانية لرئاسة لمصر.
ولأن المعترك السياسي في كافة دول العالم الديمقراطي تحكمه الأهداف والمكاسب، أعلن 78 من الشخصيات السياسية الكبيرة من الحزب الجمهورى قبل الإنتخابات الأمريكية الأخيرة، أنهم سيصوتون لهيلارى كلينتون ضد مرشح حزبهم، من بينهم الرئيس الأسبق جورج بوش ووزراء وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ وسفراء سابقون، لذلك لا عجب أن تؤيد الأحزاب المصرية السيسى الذى لا ينتمى لحزب منافس منافس، لكي لا تغرد خارج سرب الشعب العاشق لرئيسه