نقلا عن الدستور
وجودي عضوا بمجلس أمناء إحدى المدارس الإعدادية في محافظة الشرقية، أتاح لي الاحتكاك بشكل واسع مع عدد كبير من الطلاب في مختلف مراحل التعليم، وصدمت بشدة أن الغالبية العظمى من أبنائنا يجهلون ما تقوم به الدولة من مشروعات قومية، على مختلف الأصعدة وصدمت أكثر عندما وجدت أن من يعلم من الطلاب شيئًا عن تلك المشروعات معلوماته مشوشة إما استقاها من مصادر مبالغ فيها من مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تبالغ في وصف ما يحدث داخل المشروعات القومية فوجدت طالبًا يقول لي إنه في عام 2022 – أي بعد 4 سنوات- سيكون نصيب كل فرد من قناة السويس الجديدة 100 دولا ر شهريًا، بينما وجدت طالبًا آخر يصف لي العاصمة الإدارية الجديدة بـ;الفنكوش; لأنه بكل بساطة استقى معلوماته من إعلام معادِ يدخل بيوتنا بشكل يومي لبث سمومه محاولا هدم الدولة واحباط المواطنين وهدم ثقة الشعب في ما تقوم به أجهزة الدولة المختلفة من جهد وعمل.
حالة الجهل بين الطلاب، وغياب الدقة ونقص المعلومات، دفعني إلى التفكير في ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة في طريق إصلاح تلك الأفكار المغلوطة لدى الطلاب الذين سيكونون شباب المستقبل وأمل الدولة في مواصلة مسيرة البناء ووقود التنمية .
الحديث هنا موجه إلى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، لماذا لا تتبنى الوزارة بالتعاون مع المجتمع المدني الفاعل مبادرة لتنظيم رحلات لطلاب المدارس في جميع المراحل التعليمية إلى العاصمة الإدارية الجديدة كنموذج لأهم المشروعات القومية التي قامت بها الدولة خلال الفترة الأخيرة، يتم خلالها اصطحاب الطلاب في جولة لزيارة أهم معالمها كفندق الماسة، المسجد الجديد، والكاتدرائية الجديدة، وحي السفارات والوزارات، والإسكان الإجتماعي والمميز والمتوسط، على أن تتحمل وزارة التربية والتعليم كافة التكاليف، دون أن يتحمل الطلاب أي أعباء مالية، الأمر الذي سيكون مشجعًا لهم للقيام بالزيارة التي ستضيف بلا شك إلى رصيدهم المعرفي، وتصحح كثيرًا من أفكارهم المغلوطة، وتكون الدولة في النهاية هي مصدر معلوماتهم.
أتمنى أن تصل المبادرة إلى وزارة التربية والتعليم، وأن يتناها الدكتور طارق شوقي الوزير المجتهد الدؤوب الذي حمل على عاتقه مسئولية تطوير منظومة التعليم في الفترة الأخيرة، وبلا شك إضافة المعلومات الصحيحة عن مشروعات الدولة جزء لا يتجزأ من مسئوليته.