أعلنت لجنة إصلاح الأزهر عن إعدادها مذكرة لتقديمها إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، للمطالبة بتنقية قائمة المسموح لهم بالتصدى للفتوى فى وسائل الإعلام من الإخوان والموالين لهم، لافتة إلى أن التدوينات السابقة، التى انفردت بها «الوطن» أمس، لعدد من أعضاء قائمة الأزهر للإفتاء، وتضامنوا فيها مع الرئيس المعزول محمد مرسى، واعتصام الإخوان فى رابعة، وهاجموا الجيش والشرطة والدولة، بمثابة كارثة كبرى، باعتبارهم خصوماً للدولة، الأمر الذى يحيد بفكرة القائمة عن هدفها فى تقديم فتاوى عصرية، وإنهاء الفتاوى الشاذة والمثيرة للفتنة.
وقال الدكتور محمد عويضة، رئيس لجنة إصلاح الأزهر، لـ«الوطن»، إنهم اتفقوا على تشكيل لجنة لفحص كل الأسماء الواردة فى قوائم المسموح لهم بالإفتاء، ومراجعة مواقفهم، وتقديم مذكرة بالمنتمين والمتعاطفين منهم مع الإخوان والتنظيمات المتطرفة، أو المتشددين وأصحاب الفتاوى الشاذة والمثيرة للفتنة، إلى المجلس الأعلى للإعلام، لحظر ظهورهم على الشاشات والكتابة فى الصحف والمواقع، لما يمثلونه من خطر على سلامة المجتمع ووسطيته واعتداله.
«عويضة»: يجب حظرهم لما يمثلونه من خطر على سلامة المجتمع ووسطيته.. و«آمنة»: ضقت ذرعاً بما يحدث.. والأوضاع داخل الأزهر تحتاج إلى مراجعة
وقال عبدالغنى هندى، عضو «إصلاح الأزهر»، إن استمرار بعض قيادات الأزهر الحالية فى مواقعها أمر يثير الريبة والشك، خصوصاً أن لها علاقات وطيدة مع الإخوان خلال فترة حكمهم، الأمر الذى يستوجب وقفة حقيقية لتدارك الخطر الذى يتفشى قبل أن يندثر المنهج الأزهرى الوسطى.
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر وعضو مجلس النواب، إن وجود مشتبه فى انتمائهم للإخوان ضمن قائمة الأزهر للإفتاء أمر كارثى، فالأزهر لم يعلن عن آلياته التى اختار وفقاً لها أعضاء القائمة، ثم فوجئنا بأن فيها منتمين لتنظيم الإخوان ومتبنين لأفكاره، ما يوضح مدى سوء الأوضاع داخل الأزهر، ومدى الحاجة للمراجعة، وهو ما نطالب به منذ سنوات، دون أى استجابة، ما خلق لدى جميع المصلحين حالة يأس كبيرة من أى إصلاح للأزهر.
وأضافت «آمنة»: «ضقت ذرعاً بما يحدث، وأتمنى لو أستطيع اعتزال الحديث عن الأزهر ليقينى أنه مهما قيل فلن يغير القولُ شيئاً، فقد حاولنا التطوير والتجديد من الداخل والخارج، وكل السبل للتجديد والتطوير تم إغلاقها».
من جانبه، قال مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه ليس من الحكمة استبعاد أساتذة الشريعة والقانون والفقه من الحديث فى وسائل الإعلام وفى البرامج الفضائية الخاصة بالفتوى، مضيفاً فى كلمته خلال افتتاح دورة تجديد الخطاب الدينى للأئمة بمسجد النور بالعباسية، أمس، أن هؤلاء الأستاذة الكبار مستأمنون على طلابنا فى المعاهد والكليات، فكيف لا نسمح لهم بالظهور الإعلامى. وأشار إلى أنه سيجمع كل أئمة الفضائيات فى اجتماع عاجل قريباً حتى يتم إعطاؤهم فرصة ومساحة للفتوى، على أن يتم إقصاء كل من يخطئ ويكون الإقصاء وقتها مسبباً وليس من فراغ. فى سياق متصل، تداول أزهريون تدوينات جديدة لأعضاء فى قائمة الفتوى، تكشف تأييدهم التام لتنظيم الإخوان، وعدم اعترافهم بثورة 30 يونيو، منتقدين اختيارات المشيخة، حيث تداول الأزهريون تدوينات قديمة للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الحالى، من على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يؤيد خلالها المعزول مرسى بشكل مبالغ فيه، ويتحدث عن شعبيته المتزايدة رغم احتجاجات المعارضين له،
وتداولوا تدوينات للدكتور حسين مجاهد، أحد أعضاء القائمة، يعترض خلالها على ثورة 30 يونيو، ويشارك فيديوهات من موقع «الجزيرة» لاعتصام رابعة العدوية، وطالب فى تدوينة أخرى فى 13 يوليو 2013 كل من يؤيد ما وصفه بـ«الانقلاب» بالانسحاب من صفحته فوراً، وفى 29 ديسمبر 2013 أفتى على حسابه بمنع تهنئة النصارى بأعيادهم، خروجاً من الخلاف، وتطبيقا للقاعدة الفقهية: «الخروج من الخلاف مستحب»، وأن من يريد الأخذ بإجازة التهنئة فيجب ألا «تشتمل على شعار أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام مثل: (الصليب) فإن الإسلام ينفى فكرة الصليب ذاتها {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}، خاصة أن الكلمات المعتادة للتهنئة فى مثل هذه المناسبات لا تشتمل على أى إقرار لهم على دينهم، أو رضا بذلك، إنما هى كلمات مجاملة تعارفها الناس».
وتداول النشطاء تدوينات لعضو القائمة محمد عماد الخولى، يسىء فيها إلى البابا تواضروس، حيث شارك فى 29 أبريل 2013 فيديو حوى تعليقاً مسيئاً للبابا، كما شارك فى 27 يوليو كلمة الدكتور حسن الشافعى، رئيس المجمع اللغوى، التى هاجم فيها فض اعتصام «رابعة».