نقلا عن الوطن
بعد سقوط حكم المرشد والجماعة فى مصر بفعل ثورة شعبية حقيقية، أسرع عدد كبير من رموز الجماعة والحركات المتعاطفة معها والمؤيدة لها بالهرب خارج البلاد، ورحل معهم عدد من الإعلاميين غير المعروف عنهم الانتماء للجماعة أو التعاطف معها، ثم فر عدد من العاملين فى مجال التمثيل من المستويين الثانى والثالث، جميعهم ذهبوا إلى قطر وتركيا، وقامت الأولى بتقديم التمويل اللازم لتأسيس وإدارة عدد من القنوات الفضائية فى تركيا هدفها الوحيد هو الهجوم على النظام المصرى، وبث الأكاذيب حول ما يجرى فى مصر بعد سقوط حكم المرشد والجماعة. وقد تحولت مهام هذه الفضائيات من تكرار الحديث عن توصيف ما جرى بالانقلاب العسكرى، وأن «مرسى» سوف يعود إلى الكرسى، وبث خرافات حول رؤى فى المنام تبشر بأن «مرسى» سوف يعود، إلى بث الأكاذيب عن حراك ثورى فى مصر للقضاء على الانقلاب العسكرى وعودة «مرسى» إلى الكرسى، تزييف الحقائق وبث الأكاذيب عن مسيرات ومظاهرات تجوب البلاد ضد النظام الحاكم، إلى أن استقرت مهام هذه الفضائيات على النواح والبكاء على ما يجرى فى البلاد ومحاولة تشويه أى إنجاز يتحقق والتشكيك فيه، ومن هنا تحولت مهام هذه الفضائيات من التعبئة المباشرة ضد النظام والعمل على إدارة «الحراك الثورى» إلى النواح على ما يجرى فى البلاد، يبدو واضحاً أن هذه الفضائيات، ومن يمولها ويستضيفها على أرضه، أدركت استحالة عودة «مرسى»، وأن ما تروجه من أكاذيب عن الأوضاع فى مصر بات موضع سخرية شديدة، لذلك تحولت هذه الفضائيات إلى التعليق السلبى على ما يجرى فى البلاد والتشكيك فى كل الأخبار الإيجابية التى ترد من مصر، بل إنها تحولت إلى الهجوم على الإعلاميين المصريين واتهامهم بموالاة النظام، وبصرف النظر عن صحة الاتهام الأخير من عدمه، فإن ما نود التأكيد عليه هنا هو أن التغيير فى مهام هذه الفضائيات ومحاور تركيزها يكشف بوضوح عن الفشل فى تحقيق الهدف الذى من أجله تم إنشاء هذه الفضائيات، فقد بات محور تركيز هذه الفضائيات التعليق السلبى على كل ما يجرى فى البلاد، والنواح على الحالة المتردية التى وصلت إليها الأوضاع فى مصر فى كل المجالات، والتشفى فى أى مصيبة تقع فى البلاد، سواء كانت طبيعية بفعل عوامل الطبيعة، أو كانت بفعل بشرى، ومحاولة تكذيب أى إنجاز والتشكيك فى أى تقدم، ووصل الشطط ببعض هذه الفضائيات لأن تقول إن عناصر الجيش والشرطة يجرى قتلهم بفعل مخطط من النظام، وإن تحرير النقيب محمد الحايس ليس إلا مسرحية مدبرة من النظام!!!!
ما تقوم به هذه الفضائيات اليوم إنما يكشف بوضوح عن حالة اليأس والإحباط التى تسود صفوف هذه الفضائيات بسبب الفشل المتتالى للرسالة التى حاولت ترويجها، والتغيير السريع للرسالة التى تحولت من الترويج بأن ما وقع ضد «مرسى» هو انقلاب عسكرى إلى التعليق السلبى على الأحداث التى تقع فى البلاد والتشكيك فى الإنجازات، بحيث باتت الرسالة هى بث الكآبة ونشر اليأس والإحباط بعد أن باتت السمة لدى هذه الفضائيات هى النواح المتواصل.