نقلا عن المصري اليوم
كان إيهاب جلال مديرا فنيا لنادى مصر المقاصة، وقاده الموسم الماضى لنجاحات حقيقية انتهت بالنادى وصيفا لبطل الدورى، واستحق بذلك اللعب فى دورى الأبطال الأفريقى هذا الموسم.. ولظروف وحسابات كثيرة ابتعد إيهاب عن المقاصة قبل أن يبدأ الموسم الحالى، وغاب عن المشهد الكروى كله، رغم إشادة الجميع به وبما يملكه من فكر ورؤى وتجارب ونجاحات.. وفجأة عاد إيهاب من جديد مديرا فنيا لنادى إنبى خلفا لطارق العشرى، الذى اضطر للابتعاد بعد نتائج سيئة خلال الخمسة أسابيع الماضية.. وشاءت المقادير وجدول البطولة أن تكون أول مباراة لإنبى بقيادة إيهاب جلال، تلك التى كانت أمس الأول أمام المقاصة تحديدا.. وانتهت المباراة بفوز إنبى وفوز إيهاب جلال على ناديه القديم.. وحين سئل إيهاب عن مشاعره، وبعد مطالبته بالتعليق على هذا الفوز.. تحدث الرجل بكل رقى واحترام عن ناديه القديم الذى كان يقوده سابقا.. لم يشمت أو يسخر أو حتى يمارس فرحة مشروعة ومن حق الرجل الذى انتصر.. والأهم من ذلك كان تأكيد إيهاب جلال أنه ليس الصاحب الحقيقى لهذا الانتصار لأنه لم يتسلم مهمته إلا منذ أيام قليلة جدا لا تكفى لفرض رؤية أو تغيير أسلوب لعب.. لكنه انتصار طارق العشرى الذى قال إيهاب جلال إنه يشكره بكل امتنان واحترام لما قام به من جهد وإعداد وتجهيز فريق قوى قادر على الفوز.. ولا أعرف الآن عدد الذين استوقفهم هذا السلوك الراقى من مدرب كرة مصرى، وسط الغابة التى أصبحنا نسكنها ونستمتع بزيادة توحشها وشراستها يوما وراء يوم.. لا أعرف عدد الذين تابعوا هذا الموقف فقرروا التصفيق لإيهاب، رغم أنه لم يقم بذلك بحثا عن أى تصفيق وإعجاب أى أحد.. لكننى أعرف أنه لو كان إيهاب جلال بعد الفوز مارس الشماتة والسخرية من مصر المقاصة ولاعبيه وإدارته أو تحدث عن الفارق بين المقاصة تحت قيادته وحين يقود النادى أى مدرب آخر.. كان هذا الحديث سيملأ الدنيا ويتابعه ويتناقله الجميع.. فلم يعد يستهوينا إلا الكلام الذى هو عبارة عن سكاكين مغروسة فى ظهور الجميع.. ولم يعد يجذب اهتمامنا أو يثير انتباهنا إلا الصراخ الذى يتضمن ما لا حدود له من جروح واتهامات وأكاذيب وشائعات.. وتكرر نفس الأمر مع خالد ناصف سليم، الرئيس الجديد لاتحاد الكرة الطائرة، فقد تابع الكثيرون انتخابات الاتحادات بكل خلافاتها وقضاياها وفضائحها أيضا، ورصد أى أخطاء أو خطايا ومؤامرات صاحبت هذه الانتخابات التى كانت أقرب إلى معارك لتقطيع الرقاب وتشويه السمعة وتصفية الحسابات الشخصية.. لكن لم يهتم أحد من هؤلاء بقرار خالد ناصف سليم بدعوة كل من فؤاد عبدالسلام، الرئيس السابق للاتحاد، وعلى السرجانى، الرئيس الأسبق الذى تآمر عليه البعض ومنعوه من خوض الانتخابات أصلا.. الرئيس الحالى قرر أن يدعو الاثنين ليشاركا مجلس الإدارة الجديد حضور حفل افتتاح البطولة الأفريقية للكرة الطائرة التى ستبدأ فى مصر بعد غد.. أسلوب وفكر لم يعد يهتم بهما كثيرون فى غابة الرياضة المصرية.