حب استطلاع دفع حافظ عبدالحميد لدخول الموقع الإلكترونى الخاص بسداد فواتير الهاتف الأرضى، ليكتب رقم تليفونه وينتظر النتيجة، لكن ما رآه أصابه بدهشة شديدة، حيث فوجئ بأن الخط الذى لم يعد يستخدمه منذ ترك بيته قبل أكثر من ثلاث سنوات لا تزال الفواتير الخاصة به تسدد من جهة مجهولة.
الواقعة تكشف استغلالاً لخدمات الإنترنت
«اللى أعرفه إنه عدم دفع فاتورتين متتاليتين يلغى الخط حسب فهمى للعقد، بس المشكلة إن الخط موجود» حيرة شديدة اعترته حول السبب الذى يدفع كائناً من كان لسداد فاتورة هاتف مفصول، الحيرة ذاتها انتابت عمر عبده الذى تعرض للحادث نفسه «نفسى أعرف مين دفعها».
عشرات التخمينات تلقاها كلا المواطنين من الأصدقاء والمعارف «دى شكلها شركة بتعمل لنفسها دعاية وبتحاول لفت النظر» قالها أحد الأصدقاء، بينما قال آخر: «أكيد اتدفعت بالغلط أو تشابه أرقام» أغرب التفسيرات كانت تلك التى أكدت أن الشركة شعرت بالندم عن ارتفاع الفواتير المبالغ فيها سابقاً، فقررت مصالحة المستخدم على طريقتها.
مخاوف بدت فى محلها نظراً لعدد من المشاكل التى تتعلق بالخطوط القديمة غير المستهلكة بحسب المهندس طلعت عمرو، رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات، والذى أكد أنهم أنفسهم فى الجمعية يتلقون اتصالات من بعض الشركات التى تعرض دفع قيمة الفواتير، والذين يكونون على علم بمواعيد السداد والاشتراك مقابل نسبة بسيطة من الأموال، لكن الأمر بدا ملغزاً أكثر لعدم وجود أى تواصل من أى جهة «للأسف بعض الموزعين يستغلون الخطوط المعلقة بطرق ملتوية حيث يقومون بتشغيل خدمة الإنترنت عبر تلك الخطوط، مقابل دفع فواتيرها، بحيث يتجنبون المخاطر المتعلقة بكشف ألاعيبهم من جانب مباحث التليفونات».
سلسلة طويلة من الأسئلة انتهت عند الشركة المصرية للاتصالات، حيث أكد أحد مختصى الدعم الفنى أن المسألة بالكامل تقنية بحتة، فلا هى تتعلق بشركات تتبرع بالسداد، ولا هى ناتجة عن تشابه أرقام «الحكاية كلها إن الخط بيفضل متعلق ما دام صاحب الخط ماسددش بعض الفواتير عليه، وممكن يتبعت حجز إدارى للتحصيل عن طريق قسم الشرطة التابع، وإن لم يكن هناك فواتير، فالأفضل أن يتوجه صاحب الخط لوقفه فى السنترال ضماناً لعدم التلاعب بالخط».حسب ماجاء في الوطن