نقلا عن الوفد
كلمات ليست كالكلمات.. هذه الكلمات ضمن قصيدة المطربة الرائعة ماجدة الرومى، قالتها فى احدى قصائدها الجميلة، تذكرتها مع اختلاف الواقع والزمن والمناسبة، فالسيدة ماجدة تغنى للمحبوب ووقع كلماته عليها، بينما نحن سوف نستخدم نفس التشبيه فى موضع آخر يعكس ما نعيشه من فوضى المهرجانات.. مهرجانات ليست كالمهرجانات.. هذا أقل وصف لحالة المهرجانات المصرية.. ولن نسمى مهرجانا بعينه لأن كل المهرجانات المصرية تحتاج الى وقفة كبيرة وجادة.. فالمهرجانات المصرية أصبحت الأسوأ على مستوى العالم العربى، وبالتالى الأسوأ على مستوى العالم، فهى غالباً ما ينظمها مجموعة من الزملاء الصحفيين أو صغار السينمائيين، وكل مجموعة تنظم مهرجانا تدعو شلتها للحضور والتواجد، ونحن فى مصر نعيش وفق نظام الشلل منذ سنوات طويلة وحتى الآن.. شلة الفن، شلة الإعلام، شلة المهرجانات، شلة الأنس، هذا واقع لا بد من الاعتراف به، وللأسف وطننا الحبيب يدفع ثمن هذه المهاترات التى يقوم بها بعض الصبية والمراهقين فكرياً.. اصبحت كل شلة تهيمن على مهرجان بعينه تدعو من تشاء وترفض من تشاء، المرضى عنه مرحب به، المغضوب عليه مرفوض، لدرجة انهم فى أحيان كثيرة يحاولون الضغط على بعض الصحف من أجل دعوة اسماء بعينها رافضين الاسماء المرشحة من صحفها ناهيك عن بيزنس دعوة الوفود من دول معينة، ومهرجانات معينة حتى ينالوا فرصة الذهاب الى تلك المهرجانات.. يعنى بالبلدى كده أدعيك وتدعينى، وغالبا ما تشهد تلك المهرجانات فضائح على مستوى التسكين فى الفنادق، ومؤخراً أحد المهرجانات هذه طردت كل الوفود بما فيها الاجانب الى الشارع لأن ادارة هذه المهرجان لم تدفع ثمن الاقامة.
الأزمة أن كل هذه المهرجانات، تحصل على دعم من بعض الوزارات أهمها وزارة الثقافة.. والغريب أن كل مهرجان ينتهى بفضيحة ليس له، ولكن لمصر كلها، ثم تفاجأ به موجودا على خريطة المهرجانات فى العام الذى يليه. هناك لجنة فى وزارة الثقافة اسمها لجنة المهرجانات مهمتها دراسة الطلبات المقدمة والبت فيها، ورغم ذلك تظهر للنور مهرجانات من العيب كل العيب أن تنتمى لمصر.. مصر صاحبة الريادة فى السينما والأغنية والمسرح والإعلام.
المغرب، تونس، دول الخليج، لبنان لا يمر أسبوع إلا وتجد هناك مهرجانا في احدى هذه الدول، ورغم ذلك لا تسمع عن كارثة واحدة من الكوارث التى تحل علينا، وكأننا أصبحنا فى مصر مشاعا للمرتزقة والمراهقين فنياً، وصلات من الردح على الشاشات بسبب تلك المهرجانات السيئة المستوى والسمعة، وللأسف لم نجد أى تدخل حكومى لوقف تلك المهازل، لم نجد مسئولا واحدا يخرج ويطالب بالتحقيق مع الاسماء التى تسببت فى تلويث سمعة مصر.. وهناك مهرجانات حضرها مسئولون فى الوزارة، ورغم ذلك تشعر وكأنهم ليسوا من أهل الدنيا.. المهازل تحدث أمامهم عينى عينك، ويديرون ظهورهم، ويستقلون الطائرة عائدين الى مكاتبهم فى انتظار مهرجان آخر.. ينعمون فيه بالإقامة فى فنادق الخمس نجوم فى أرقى المدن والمنتجعات السياحية.. المهرجانات المصرية أصبحت سيئة السمعة وعلى الدولة التدخل، وإلا سوف نصل لما هو أسوأ.