تأخر الكلام عند الأطفال و أسبابه .
اخصائية تخاطب / هبة عبدالرحمن
يكمن تأخر الكلام لدى الأطفال تحديدا في اللغة المنطوقة أو التعبيرية ، ويعد الطفل مصابا بتأخر الكلام إذا كان عمره يتراوح بين 18 و30 شهرا، ويفهم اللغة جيدا، وقد ظهرت لديه مهارات اللعب والمهارات الحركية ومهارات التفكير والمهارات الاجتماعية، ولكن لديه مفردات محدودة بالنسبة لعمره, أو عمره عاميين و حصيلة كلماته أقل من خمسين كلمه. أما عن أسباب تأخر النطق لدى الأطفال فلم يتفق الباحثون بعد على تفسير هذا التأخير،و لماذا يتأخر بعض الأطفال في الكلام و لكن يمكن حصر أهم أسباب تأخر الكلام عند الطفل في الأتى : أولا : بسبب الأهل الذين يلبّون كل رغباته من دون أن يتكلم، وهذا ما يجعله يقتصد في كلامه فهو ليس مضطرًا للكلام أو التعبير أو الدفاع عن نفسه طالما أن كل ما يريده يُنفّذ. فإذا أراد الطفل مثلاً أن يشرب وأشار إلى أمه بيده يمكنها عوضًا عن تلبية رغبته فورًا، أن تسأله ماذا تريد؟ وإذا أعاد الإشارة تردّ: «لا أفهم عليك قل لي ماذا تريد». تسأله «لماذا أحضرت الكوب؟ آه هل تريد ماء ؟ أنت عطشان». فمن السهل تلبية رغبته ولكن من الضروري تحفيزه على الكلام. لذا فإنّ إرسال الطفل إلى الحضانة في هذه السن أمر جيد لأنه يعوّد الطفل على كل هذه الأمور. فالحضانة تضع الطفل في موقع أنه ليس ملكًا والكل في خدمته، بل هناك أطفال مثله والكل لديهم الحقوق نفسها. مثلاً إذا كان يلعب بالكرة وجاء طفل آخر أخذها منه في هذه الحال سوف يعترض. ثانيا: نقص تحفيز اللغة ويعني إذا كان الطفل يجلس طويلاً أمام التلفزيون ولا يوجد أحد يتكلم معه فمن الطبيعي ألا يتكلم. فالتلفزيون لا يعلّم الكلام لأنه ليس تفاعليًا. ثالثا: ضعف في السمع من الطبيعي ألا يتكلم معه الطفل، فهو إذا لم يكن يسمع كيف يمكنه الكلام. رابعا: نقص في الفهم والذكاء أي إذا كان معدّل الذكاء عند الطفل منخفضًا فمن الطبيعي أن يتأخّر في الكلام. خامسا: إذا كان الطفل يعاني مشكلة التوحّد Autism: ولكن هذا لا يعني أن الطفل إذا تأخّر في الكلام يعني أنه طفل مصاب بالتوحّد، بل أنّ الطفل المصاب بالتوحد قد يتأخّر في الكلام. سادسا: تقليد الأهل كلام الطفل أو ما يعرف بالـ Baby Talk يؤخّر نطقه الصحيح فالطفل يصدر أصواتًا لا معنى لها ولكن الذي يحدث أن الأم تحدّد له معنى هذه الأصوات، فمثلاً عندما يقول «ابا» تقول له بابا، أي أنّ الطفل يصدر أصواتًا غير موجودة في اللغة، ويؤدّي تفاعل الأهل مع هذه الأصوات وتحديد معناها إلى بقاء الصوت، فيما تختفي الأصوات التي لا معنى لها. فكلما سمع الطفل كلامًا واضحًا وصحيحًا تحسّن نطقه وتطوّر. لذا من الضروري ألا يجاري الأهل طفلهم في نطقه الخطأ أي التحدث معه بلغة الـ Baby talk مثلاً يقول الطفل «توتولا» على الأم أن تعيد وراءه «شوكولا» شرط ألا تقول له: «لا لماذا تقولها هكذا و عليك نطقها هكذا»، وإنما تكرّر ما قاله بطريقة تنبهه إلى اللفظ الصحيح مثلا: «آه تريد أن تأكل شوكولا.عفوًا لم أفهم». سابعا: التحدّث مع الطفل بلغة ثانية يؤخر إكتسابه للغته الأسياسية فيجب أن لا نتحدث مع الطفل أو نعلمه لغةقبل إكتسابه لغته الأساسية بل و الأكثر من ذلك عندما نتحدث مع الطفل يجب أن نتحدث بلكنة بلده حتى تزيد الحصيلة التعبيرية لدى الطفل بتركيز على لغة واحدة يتعامل بها مع الجميع . و أحب أن أؤكد فى النهاية أنه ما دام لعب الطفل طبيعيًا وكذلك تقليده للآخرين فهذا يشير إلى أنه في حالة جيدة ولكنى أنصح لكى نتجنب تأخر الكلام بالآتي: 1 الحوار مع الطفل 2 التكلم مع الطفل في شكل سليم وواضح 3 ألا نكرّر ما قاله الطفل من كلام مكسّر 4 ضرورة إلحاق الطفل بالحضانه من عمر عاميين 5 تجنب مشاهدة الطفل لتلفزيون و اللعب بالألعاب الإلكترونية لفترات طويلة من اليوم