قبل نحو ثلاثة أشهر إنطلقت أولى حلقات برنامج الشركة للإعلامي محمود يوسف علي شاشة قناة صوت الشعب التابعة للهيئة الوطنية للإعلام .
و الشركة برنامج إقتصادي قدم حوالي ٤١ حلقة ناقشت الكثير من المشكلات التي يعاني منها الإقتصاد المصري مع إيجاد الحلول الموضوعية لها ، و حقق برنامج الشركة نجاحاً ملحوظاً و إهتم بمتابعته الإقتصاديين و المشاهد العادي علي حد سواء .
و لم يكن إختيار محمود يوسف لتقديم برنامج الشركة محض صدفة أو إختيار عشوائي فهو واحد من أهم المذيعين الإقتصاديين في مصر و الوطن العربي و حاز علي جائزة أفضل مذيع إقتصادي في مصر علي مدار عامين متتاليين .
ويبدو أن إختيار محمود يوسف كان له عامل كبير في إستمرار حلقات برنامج الشركة . فقد أذهلتنا المفاجأة أن برنامج الشركة منذ أن تقرر بثه لم تكن له ميزانية ، و هو أمر غريب أن برنامج إقتصادي يكون بلا ميزانية و قائم منذ أكثر من ٤٠ حلقة بالجهود الذاتية ، و لكن لا شئ غريب علي التليفزيون المصري .
ومنذ نحو شهر أو يزيد تقرر إيقاف بث قناة صوت الشعب و ثم تم التراجع عن هذا الأمر ، و أبدى المسئولون رغبة كبيرة في نقل إذاعة برنامج الشركة من قناة صوت الشعب إلي القناة الفضائية المصرية أو القناة الأولى و هو مارحب به محمود يوسف نظراً لقيمة البرنامج و أهميته .
و قد توقف بث البرنامج قبل شهر رمضان علي أن تستكمل حلقاته التي كانت تبث لمدة ٥ أيام إسبوعياً بعد عيد الفطر المبارك .
و لكن الغريب أن المسئولين لم يخصصوا ميزانية لبرنامج الشركة حتى الآن ، كيف هذا و الإعلام صناعة و المال عنصراً رئيسياً بها . فبدلاً من إستغلال ما حققه البرنامج من نجاح و إستثماره و تطويره و الترويج له كي يحقق عائداً إعلانياً جيداً حارب البعض هذا النجاح و لم تخصص ميزانية لبرنامج الشركة حتى الآن .
و يأمل العاملون في برنامج الشركة أن يخصص المسئولون في الهيئة الوطنية للإعلام ميزانية لإستمرار البرنامج بدلا من العمل فيه بشكل تطوعي و هو ما سوف يهدم هذا النجاح عاجلاً أم آجلاً .
و لا يطمع العاملون في البرنامج إلي الإنتقال إلى قناة أخرى و لكنهم لا يردون أن يضيع نجاح هذا البرنامج هباءً و يرحبون بإستكمال برنامج الشركة علي شاشة أي من قنوات الهيئة الوطنية للإعلام مع تخصيص ميزانية يمكن بها تسيير العمل .
كنت أنوى الكتابة عن مشكلة برنامج الشركة منذ نحو إسبوع مضى و لكن توقفت علي الكتابة أملاً في أن يتم حل مشكلة هذا البرنامج الناجح قبل نهاية شهر رمضان ، و الذي أشاد بنجاحه الأستاذ حسين زين و الأستاذ أمجد بليغ و العديد من المسئولين في الهيئة الوطنية للإعلام .
و لكن عدت إلى إستكمال الموضوع مع إنتهاء الشهر الكريم و لم يتم إتخاذ أي خطوة إيجابية نحو برنامج الشركة .
فهل سيعود البرنامج بميزانية و لو حتى متوسطة بعد عيد الفطر أم ستؤدي العشوائية في الإدارة إلى القضاء علي كل ما هو ناجح ؟!
أترك الإجابة إلى أصحاب الضمائر في الهيئة الوطنية للإعلام .